أوصت المفوضية الأوروبية، الجمعة، بمنح أوكرانيا وضع مرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، في قراره وصفته كييف بانه "تاريخي" غداة زيارة ثلاثة قادة بارزين من الاتحاد الى هذا البلد الذي يشهد حربا.
وفيما تشتد المعارك في شرق أوكرانيا حيث أصبح الوضع الانساني "مقلقا جدا" بحسب الأمم المتحدة، أعلنت فرنسا أنها لم تعد تتسلم الغاز الروسي عبر أنبوب غاز.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال مؤتمر صحافي إن "المفوضية توصي المجلس أولاً بإعطاء أوكرانيا أفقا أوروبيًا، وثانيًا بمنحها وضع المرشح. وهذا بالطبع شرط أن تنفذ الدولة عددًا من الإصلاحات المهمة".
وأضافت فون دير لايين "نعلم جميعًا أن الأوكرانيين مستعدون للموت من أجل الدفاع عن تطلعاتهم الأوروبية. نريدهم أن يعيشوا معنا، من أجل الحلم الأوروبي".
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ب"القرار التاريخي". وكتب على تويتر "ممتن لأورسولا فون دير لايين ولكل عضو في المفوضية الأوروبية للقرار التاريخي".
من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الجمعة الاتحاد الأوروبي بـ"التلاعب" بكييف. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا حسبما نقلت عنها وكالات أنباء روسية "نرى كيف يتلاعب المجتمع الغربي منذ سنوات عديدة بفكرة أن تشارك أوكرانيا في هياكل الاندماج الخاصة به (...) ومذاك الحين، أوكرانيا أصبحت أسوأ"، مضيفة أن كييف "لن يكون لها مستقبل مشرق".
وستتم مناقشة رأي المفوضية في القمة الأوروبية في 23 حزيران و24 منه وينبغي على قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 المصادقة عليه بالإجماع لتحصل أوكرانيا رسمياً على وضع المرشح قبل فتح مفاوضات طويلة بهدف الانضمام.
يأتي ذلك غداة الدعم الذي قدمته ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس خلال زيارة لأوكرانيا الخميس برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أن "أوكرانيا جزء من العائلة الأوروبية".
وأيد القادة الثلاثة إضافة إلى الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس الخميس منح أوكرانيا "فورا" وضع المرشح رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وصرح ماكرون "نحن الأربعة ندعم منحها فورا وضع المرشح للعضوية". وأضاف أن "هذا الوضع سيكون مصحوبًا بخريطة طريق".
النظر السريع في ترشيح كييف التي قدمت طلبها في شباط تم بسرعة غير مسبوقة بسبب الحرب.
والى جانب الفوائد السياسية والاقتصادية، فان قبول الترشيح سيكون له بعد رمزي لكييف هو الانتماء الى "العائلة الاوروبية" التي تحمي أعضاءها.
قبول ترشيح أوكرانيا سيمهد أيضا لمسألة انتمائها الى أوروبا الدفاعية فيما تعهد قادة فرنسا والمانيا بمواصلة دعمهما العسكري لكييف.
- مجموعة السبع، زيلينسكي يخرج للمرة الأولى من أوكرانيا -
وفي أعقاب القمة الأوروبية التي ستحسم مصير الطلب الأوكراني، سيواصل زيلينسكي رفع قضية بلاده في العالم خلال قمة مجموعة السبع المقبلة المقرر عقدها بين 26 حزيران و28 منه في بافاريا. وبهذه المناسبة سيخرج من الأراضي الأوكرانية للمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط.
على صعيد حرب الطاقة، أعلنت الشركة المشرفة على شبكة نقل الغاز الفرنسية "جي ار تي غاز" (GRTgaz) الجمعة، عدم تلقي الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب منذ 15 حزيران، مع "انقطاع التدفق المادي بين فرنسا وألمانيا".
وقد خفض عملاق الغاز الروسي بشكل كبير في الأيام الماضية امداداته الى الدول الاوروبية لا سيما نحو المانيا عبر انبوب الغاز نوردستريم 1 الامر الذي يمكن أن يؤدي الى انقطاع الامداد الى فرنسا.
في إيطاليا، ستسلم غازبروم فقط 50% من الغاز الذي طلبته شركة ايني الجمعة كما أعلنت المجموعة الايطالية غداة اتهامات ب"الكذب" اطلقها رئيس الوزراء ماريو دراغي ضد المجموعة الروسية.
على صعيد المعارك، لا تزال القوات الأوكرانية تواجه صعوبات في دونباس، المنطقة الواقعة في شرق البلاد والتي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا جزئيا منذ 2014 والتي تريد موسكو السيطرة عليها.
الجمعة، حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في أوكرانيا بعد أربعة أشهر من الغزو الروسي "مقلق للغاية".
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أن "الوضع الإنساني في كامل أوكرانيا وخصوصا في شرق دونباس مقلق للغاية ويواصل التدهور بسرعة".
وذكر المكتب أن الوضع "مقلق خصوصا" في سيفيرودونيتسك ومحيطها، آخر جيوب المقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك التي باتت تحت السيطرة شبه الكاملة للقوات الروسية. وذكر أن "الوصول إلى مياه الشرب والطعام... والكهرباء" بات "محدودا" نتيجة "معارك تشتد بصورة متواصلة" ما يحتم "ثمنا باهظا على السكان المدنيين".
وندد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بـ"عدم توصل طرفي النزاع حتى الآن إلى اتفاق لتسهيل إجلاء المدنيين أو السماح بوصول المساعدة الإنسانية" إلى مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك التوأمين اللتين تخضعان لقصف متواصل منذ أيام عدة.
- صاروخ على "بيت الثقافة"-
أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي الجمعة أن مصنع آزوت الكبير للكيميائيات في سيفيرودونيتسك حيث لجأ نحو 500 مدني إلى جانب الجنود الأوكرانيين، يتعذر اخلاؤه بدون "وقف كامل لإطلاق النار" بسبب "القصف المستمر والقتال".
في ليسيتشانسك أدت ضربة صاروخية على "بيت الثقافة" حيث لجأ سكان المدينة الى سقوط ثلاثة قتلى وسبعة جرحى، على ما أعلن الجمعة المكتب الإعلامي للرئيس الأوكراني. وقال المصدر نفسه أن مدنيا آخر قتل وسط الشارع بسبب القصف.
وأوقعت ضربة روسية صباح الجمعة في ميكولاييف في جنوب أوكرانيا، قتيلين وثمانية جرحى بحسب حصيلة نهائية أوردها حاكم المنطقة.
من جانب آخر، أعلن الجيش الروسي ان حوالى سبعة آلاف "مرتزقة أجنبي" من 64 دولة وصلوا الى أوكرانيا منذ بدء النزاع وان حوالى ألفين منهم قتلوا.
وقالت الاخت أناستازيا التي تقيم مع راهبات ارثوذكس قرب مدينة سلوفيانسك المجاورة "لدينا ثقة بمشيئة الله، بعون الله، بعون كل القديسين ومريم العذراء".
تشير إلى حفرة كبيرة خلفها إطلاق صاروخ في وسط الحديقة. وخارج الحقول المجاورة توجد القوات الروسية التي تتبادل نيران المدفعية مع الجيش الأوكراني.
من جانب آخر، أعلنت البحرية الأوكرانية، الجمعة، أنها دمرت سفينة قاطرة روسية "فاسيلي بيخ" كانت تنقل أسلحة وذخائر في البحر الأسود إلى جزيرة الثعابين التي أصبحت رمزا للمقاومة الأوكرانية.
واعتبر قائد هيئة أركان القوّات المسلّحة البريطانيّة الأميرال توني راداكين أنّ روسيا "خسرت منذ الآن" حربها في أوكرانيا "من الناحية الاستراتيجيّة" و"لن تُسيطر أبدًا" على البلاد.
وقال راداكين في تصريحات نقلتها الوكالة البريطانيّة للانباء "بي إيه" (PA) الجمعة إنّ "الرئيس بوتين استخدم 25% من قوّة جيشه لتحقيق مكاسب ضئيلة على الأرض".