النهار

فرنسا تستعدّ للدورة الثانية من الانتخابات البرلمانيّة الأحد: السياسيّون يكثفون تحركاتهم... ودعوات إلى التعبئة
المصدر: أ ف ب
فرنسا تستعدّ للدورة الثانية من الانتخابات البرلمانيّة الأحد: السياسيّون يكثفون تحركاتهم... ودعوات إلى التعبئة
ميلانشون (في الوسط) خلال مؤتمر صحافي في باريس (17 حزيران 2022، أ ف ب).
A+   A-
تضاعفت الدعوات للتعبئة، الجمعة، آخر أيام الحملة الانتخابية التشريعية في فرنسا، حيث يحاول الرئيس إيمانويل ماكرون الاحتفاظ بغالبيته البرلمانية ومعها قدرته على تطبيق برنامجه لولايته الثانية في مواجهة تحالف يساري قوي.

قبل يومين من موعد الدورة الثانية للانتخابات البرلمانية الأحد، شدّد الرئيس الفرنسي في مقابلة مع قناة "بي اف ام تي في" على الحاجة إلى "فرنسا أوروبية بحقّ يمكنها التحدث بصوت واضح وصريح".

ويزور ماكرون بعد الظهر معرض "فيفا تك" في باريس المخصص للتكنولوجيا الرقمية وابتكاراتها.

وانتقد قياديون في المعارضة عبر وسائل الإعلام زيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى أوروبا الشرقية في منتصف الحملة الانتخابية، وشجبها البعض معتبرا أنها "عملية ترويجية" أغراضها انتخابية.

وقال زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الجمعة إن ماكرون "اعتَبر أن الانتخابات التشريعية إجراء شكلي".

وقدّر رئيس التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا أن رئيس الدولة "كان محقًا في القيام بذلك... لكن أسئلة تطرح حول التوقيت"، واتهم ماكرون "باستغلال الحرب" قبيل موعد الدورة الثانية للانتخابات.

أخذ الجدل منعطفا أكثر حدّة مع تحذير الرئيس قبل مغادرته الثلثاء من "التطرف" الذي من شأنه بثّ "الفوضى" في فرنسا.

- أغلبية مطلقة أو نسبيّة؟ -
تنتهي الحملة منتصف ليل الجمعة على وقع معركة سياسية حامية بين ائتلاف "معا" بقيادة ماكرون و"الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد" اليساري بزعامة جان لوك ميلانشون. 

والانتخابات شديدة الأهمية لرئيس الجمهورية لإنها تضع على المحك خططه لإجراء إصلاحات عميقة في فرنسا، ولا سيما في ما يتعلق بالرواتب التقاعدية.

من جهته يعتمد ميلانشون الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، على دفع قوي لليسار في الدورة الأولى في 12 حزيران حين حصل على عدد أصوات متقارب مع معسكر الأغلبية الرئاسية.

وجاء ذلك بعد أن نجح الزعيم اليساري في توحيد الاشتراكيين والشيوعيين والخضر مع حزبه "فرنسا المتمردة" في جبهة انتخابية، ويأمل أن يصبح رئيسًا للوزراء إذا فاز تحالفه الأحد.

وبحسب استطلاعات الرأي، من غير المضمون أن يحقق ماكرون أغلبية مطلقة لا تقل عن 289 مقعدًا، وقد توقعت الدراسة الأخيرة لمعهد "إيلاب" المنشورة الجمعة فوزه بما بين 255 و295 مقعدًا.

وتوقع استطلاع آخر أجرته مؤسسة "إبسوس" أن يحقق معسكر الرئيس بين 265 و305 مقاعد.

لذلك تظل النتيجة غير مؤكدة "وكل شيء يتوقف على ديناميات الحملة ونسبة الامتناع عن التصويت"، كما أوضح رئيس معهد "إيلاب" برنار سانانيس لوكالة فرانس برس.

- "فوضى" و"بازار" -
قال جان لوك ميلانشون مخاطبًا الشباب خصوصا "عليكم الذهاب للتصويت... إذا لم تحسموا قراركم ستكون هناك فوضى لعدة أشهر". ومن المنتظر أن ينهي الزعيم اليساري الحملة الانتخابية بدعوة واسعة النطاق للتصويت على وسائل التواصل الاجتماعي مساءً.

والدعوة للتصويت مهمة مع الخشية من أن يتكرر الأحد سيناريو الامتناع الواسع عن المشاركة الذي شهدته الدورة الأولى.

من جهته حذّر فرانسوا بايرو الذي يرأس حزبًا وسطيًا متحالفًا مع الرئيس، مساء الخميس من أن تتحول الجمعية الوطنية إلى "بازار" إذا لم يحقق معسكر إيمانويل ماكرون أغلبية مطلقة وحصل التحالف اليساري على كتلة كبيرة كما تتوقع استطلاعات الرأي.

في خضم الحملة الانتخابية التي تجري في ظل موجة حر استثنائية في فرنسا، يأمل حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن الفوز ب15 مقعدا ليتسنى له تشكيل كتله في الجمعية الوطنية.

ولم ينجح الحزب سوى مرة واحدة فقط حتى الآن في تشكيل كتلة برلمانية. 

أما اليمين التقليدي فيأمل الفوز بنحو ستين مقعدا ليشكّل كتلة وازنة داخل الجمعية الوطنية. 

والمستقبل السياسي للعديد من الوزراء وبينهم كليمون بون وأميلي دي مونتشالين معلق وهو رهن نتائج المنافسة الانتخابية الشرسة في منطقة باريس.

اعتبارًا من منتصف ليل الجمعة وحتى إعلان النتائج مساء الأحد، لا يحق للمرشحين التعبير عن آرائهم كما يُحظر نشر نتائج استطلاعات الرأي.

وبسبب فارق التوقيت يصوّت السبت الفرنسيون خارج البر الفرنسي الرئيسي في مناطق مثل جزر الأنتيل الفرنسية كما هي حال المقيمين منهم في دول بعيدة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium