ستُبقي المسودة الأولى لاتفاق يناقشه مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) المنعقد في مصر على هدف الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، لكنها تترك العديد من القضايا الأكثر إثارة للجدل في المحادثات بدون حل، وذلك قبل حلول الموعد النهائي غدا الجمعة.
وحث رئيس المؤتمر المصري المفاوضين على تجاوز خلافاتهم، في حين انتقدت الدول الفقيرة المسودة ووصفتها بأنها غير طموحة لأنها لم تلب حاجتها للمال من أجل التعامل مع الأضرار التي خلفتها بالفعل ظواهر ناجمة عن تغير المناخ مثل العواصف والجفاف والفيضانات.
وقال سامح شكري، رئيس الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ في خطاب موجه إلى المندوبين نُشر اليوم الخميس "الوقت ليس في صالحنا، دعونا نتحد الآن ونُصدر (المسودة) بحلول يوم الجمعة".
وتؤكد مسودة الاتفاق النهائي المأمول، المكونة من 20 صفحة، الهدف الوارد في اتفاق جلاسجو للمناخ العام الماضي بشأن الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، و"ترحب" بحقيقة أن المندوبين بدأوا لأول مرة مناقشات حول بدء ما يسمى صندوق الخسائر والأضرار التي تعرضت لها الدول نتيجة تغير المناخ.
وقال جون كيري، المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ، الأسبوع الماضي إن عددا قليلا من بين مئتي دولة اجتمعت لإجراء محادثات في شرم الشيخ كان يقاوم هدف 1.5 درجة مئوية. ورفض كيري تسمية هذه الدول.
وعقد كيري اجتماعا مغلقا اليوم الخميس مع نظيره الصيني شيه تشن هوا خلال المؤتمر، لكنه لم يعلن عما تمت مناقشته. وقال لدى مغادرته الاجتماع "نحن نحقق تقدما. لندع المحادثات تستمر".
وذكر شيه أن الصين لا تعارض إدراج هدف 1.5 درجة مئوية في المسودة.
واتفقت الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين مسببتين لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم، في وقت سابق من هذا الأسبوع على استئناف تعاونهما في مجال المناخ، بعد فتور في العلاقات نتيجة توترات ديبلوماسية بشأن تايوان.
ومما يكشف حجم الإحباط بشأن المحادثات حتى الآن، التقى وفد من ممثلي بريطانيا والاتحاد الأوروبي وكندا برئيس المؤتمر، سامح شكري، اليوم الخميس لتسليط الضوء على الثغرات في النصوص، التي يجري التفاوض بشأنها حاليا، وللتعبير عن وجهة نظرهم بأنه لا ينبغي السماح بفشل المحادثات.
وتكرر المسودة أيضا مطالبة اتفاق جلاسجو للدول بتسريع الإجراءات نحو التقليل التدريجي لاستخدام طاقة الفحم على الرغم من اقتراح الهند والاتحاد الأوروبي توسيع ذلك ليشمل جميع أنواع الوقود الأحفوري.
وتحث المسودة الدول على "التخلص من دعم الوقود الأحفوري غير الفعال وترشيده"، وهو تعديل طفيف لنص اتفاق جلاسجو الذي لم يتضمن كلمة "ترشيد".
وقال فرانس تيمرمانس، مسؤول السياسة المناخية في الاتحاد الأوروبي، إن المسودة الأولى تركت أشياء كثيرة مرغوب في تحقيقها.
وأبلغ رويترز أن "النص لا يزال بحاجة إلى قدر هائل من العمل... ولذلك سنواصل المناقشات وسنُدلي بما لدينا ونتمنى أن نتمكن من إيجاد أرضية مشتركة قبل نهاية مؤتمر كوب27".
وفي ما يتعلق بالحد من ارتفاع درجة الحرارة على مستوى العالم، تتوافق المسودة مع ما ورد في اتفاق مؤتمر كوب26 العام الماضي.
وتشدد المسودة على "أهمية بذل كل الجهود على جميع المستويات لتحقيق الهدف الوارد في اتفاق باريس بشأن إبقاء الزيادة في متوسط درجة الحرارة على مستوى العالم دون درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية ومتابعة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية".