دعا المدير البارز في "مبادرة التهديد النووي" والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي إريك بروير الإدارة الأميركية إلى استعادة زمام المبادرة على ثلاثة مستويات مع اقتراب إيران من العتبة النووية. وكتب في مجلة "فورين أفيرز" أنه من المفيد التفكير بالتحديات على أنها محكومة بثلاث ساعات يد.
تقيس الأولى الفترة التي تحتاجها إيران لإنتاج ما يكفي من المواد لصناعة قنبلة. تقيس الثانية الفترة التي يحتاج إليها المفتشون الأمميون والعواصم الغربية للكشف عن هذه النشاطات. أما الساعة الثالثة فتظهر الوقت الذي يحتاج إليه المجتمع الدولي لصياغة الرد المناسب. تاريخياً، كان الوقت الذي تمنحه الساعة الأولى أطول من ذاك الذي توفره الساعة الثانية أو الثالثة. تغيرت الأمور اليوم.
بينما تنتظر واشنطن الديبلوماسية، يمكنها السيطرة على الساعتين الثانية والثالثة أي تسريع التعقب والاستجابة. لزيادة احتمالات الكشف عن اختراق نووي إيراني، يجب أن تضغط واشنطن وحليفاتها، وحتى الصين وروسيا لو أمكن، كي تسمح إيران بزيارة المفتشين الأمميين لمنشأتي التخصيب ومواقع تخزين المواد النووية.
وعلى إيران استئناف تشغيل أجهزة مراقبة التخصيب المرتبطة بالإنترنت والتي أوقفتها إيران. ويجب على أميركا تعزيز جهودها الاستخبارية والتنسيق مع الحلفاء لتوفير التحذير قبل أطول فترة ممكنة. حين تفصل إيران أيام عن العتبة النووية، كل ثانية تكون مهمة.
يعتقد الكاتب بوجود أسباب تدفع إيران للقبول بهذه الشروط منها أن الأخيرة تشكل احتياطات إضافية ضرورية للوكالة الدولية للطاقة الذرية كي تقوم بمهمتها لأن إيران هي الدولة الوحيدة التي تنتج يورانيوم عالي التخصيب ولا تملك أسلحة نووية. كما أن إيران تثبت بذلك للعالم أنها لا تسابق الزمن للحصول على قنبلة مما يخفف فرص توجيه ضربات ضدها. ولا تتطلب اي من تلك الخطوات أن توقف إيران تقدمها النووي الذي تعتقد أنه يوفر لها رافعة تفاوضية مهمة.
ودعا بروير واشنطن وحلفاءها إلى تسريع القدرة على الرد حيث يجب على مجلس الأمن القومي تأسيس لجنة خاصة تجتمع بمجرد الحصول على معلومة تشير إلى أن إيران تقترب من الاختراق النووي. في كل أزمة، قد تكون المؤشرات ملتبسة ومتناقضة. على المجموعة محاكاة ذلك الواقع والتدرب على الاجتماع وتقييم الأنواع المختلفة للمعلومات التي قد تحصل عليها ودراسة الخيارات.
الخطوة الأكثر تأثيراً هي تقليص زمن الاستجابة العسكرية. وهذه الخطوة قد تكون الأقسى. أحد الخيارات هو زيادة الجاهزية وضمان توفر جميع الإمكانات المطلوبة لشن غارة مثل إعادة تعبئة الطائرات وموضعتها بالشكل اللازم وتوفير أنظمة الدفاع الصاروخي كما أصول داعمة أخرى في المنطقة بأسرع وقت ممكن. على سبيل المثال، يجب أن يكون لدى قاذفات بي-2 الاستراتيجية وجود مستدام خلف البحار.
على واشنطن التفكير بعناية بالخطوات التي ينبغي أن تكشفها أو ألا تكشفها كي لا تطلق بشكل عمدي مساراً أملت تفاديه: مسارعة إيران نحو سلاح نووي.
وبالرغم من أن إيران قد ترفض الفكرة، يجب أن تضغط الولايات المتحدة لتأسيس خط تواصل مباشر مع طهران لإدارة أي أزمة. وعلى أميركا الانفتاح على التراجع عن بعض الخطوت العسكرية لو اختارت إيران الشفافية.
سيتوافق هذا النهج مع جهود أميركا للتوصل الى تسوية ديبلوماسية لكنه سيتطلب أيضاً أن تواجه الواقع غير المريح بأنها لا تستطيع فقط تعليق الآمال على إعادة إحياء الاتفاق النووي لحل هذه المعضلة.
هذه الخيارات غير مثالية، لكن بغياب الاتفاق النووي، قد تكون كل ما تبقى لواشنطن لمنع إيران من أن تصبح دولة مسلحة نووياً.