النهار

محادثات تجاريّة بين واشنطن وتايبيه على وقع تحذيرات أميركيّة لبيجينغ
المصدر: "أ ف ب"
محادثات تجاريّة بين واشنطن وتايبيه على وقع تحذيرات أميركيّة لبيجينغ
مشهد من جزر كينمن وتبدو صورة للرئيس السابق تشيانغ كاي شيك (10 آب 2022 - أ ف ب).
A+   A-
كشفت تايوان والولايات المتّحدة اليوم عن خطط لإجراء محادثات تجاريّة في أوائل الخريف، في وقت حذّر ديبلوماسيّ أميركيّ كبير بيجينغ من مواصلة التضييق على الجزيرة التي تتمتّع بحكم ذاتيّ، وتعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
 
بلغ التوتّر ذروته في مضيق تايوان، عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركيّ نانسي بيلوسي إلى تايبيه، ممّا أثار ردّ فعل غاضب من بيجينغ التي أطلقت أكبر تمارين عسكريّة لها في محيط الجزيرة.
 
ومن المتوّقع أن تشمل المحادثات مجالات مختلفة من الزراعة إلى التجارة الرقميّة والممارسات التنظيميّة وإزالة الحواجز التجاريّة، ,وفق ما ذكر مكتب الممثّل التجاريّ للولايات المتّحدة في بيان.
 
من جهتها، قالت نائبة الممثّل التجاريّ الأميركيّ سارة بيانكي إنّ المحادثات ستسعى إلى "تعميق علاقاتنا التجاريّة والاستثماريّة وتعزيز أولويات التجارة المتبادلة القائمة على أساس القيّم المشتركة وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصاديّ الشامل لعمالنا وشركاتنا".
 
وفي تغريدة، رحّبت وزارة الخارجيّة التايوانيّة بـ"هذه الفرصة لتعميق التعاون الاقتصاديّ بين بلدينا المحبين للحرّية مع تشكيل نموذج جديد للتعاون التجاريّ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
 
وكتب ممثل تايبيه في واشنطن سياو بي-خيم: "نرحب بهذا الإعلان، وتايوان جاهزة".
 
ترتبط الولايات المتّحدة وتايوان بعلاقات تجاريّة واستثماريّة. والجزيرة أيضاً مورد عالميّ مهّم لبعض أشباه الموصلات الأكثر تطوراً والمستخدمة في كلّ شيء من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى السيارات والصواريخ.
 
لكن ما زالت الصين أكبر شريك تجاريّ لتايوان. وقد عبّرت بيجينغ عن القلق إزاء الإعلان عن المحادثات وقالت إنّها "تُعارض ذلك بشدّة".
 
وأكّدت المتحدّثة باسم وزارة التجارة الصينيّة شو جويتتينغ للصحافيين اليوم أنّ "الصين دائماً ما تعارض أيّ اتصالات رسميّة بين أيّ دولة ومنطقة تايوان الصينيّة"، مضيفةً أنّ الأمر يتعلّق بالعلاقات الصينيّة الأميركيّة.
 
تعتبر بيجينغ تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتؤكّد أنّ الجزيرة ستعود إلى سيادتها يوماً ما، وبالقوّة إن لزم الأمر. والعام الماضي كانت 42 بالمئة من صادرات تايوان موجهة إلى الصين وهونغ كونغ، مقابل 15 بالمئة للولايات المتّحدة.
 
وتنتهج واشنطن سياسة الاعتراف الديبلوماسيّ ببيجينغ وليس بتايبيه، لكنّها ترتبط بعلاقات فعليّة مع تايوان وتدعم حقّها في تقرير مصيرها.
 
 
ترهيب ومضايقة
أكّدت الولايات المتّحدة أنّ موقفها حيال تايوان لم يتغّير، واتّهمت الصين بتهديد السلام في مضيق تايوان واستخدام زيارة بيلوسي ذريعةً للمناورات العسكريّة.
 
ورأى كبير الموفدين الأميركيّين إلى شرق آسيا اليوم أنّ بيجينغ ستقوم على الأرجح بزيادة الضغط على تايوان في الأشهر القادمة بعد المناورات.
 
وفي مؤتمر بالهاتف جمعه بصحافيّين، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والهادئ دانيال كريتنبرينك: "لم تتغيّر سياستنا لكن ما تغيّر هو التضييق المتزايد من جانب بيجينغ".
 
وأضاف أنّ "هذه الأفعال تندرج ضمن حملة ضغوط مكثّفة (...) لترهيب ومضايقة تايوان وتقويض قدرتها على الصمود".
 
وشدّد الموفد على أنّ واشنطن ستردّ على السلوك العدوانيّ للصين "بخطوات هادئة ولكن حازمة"، لإبقاء مضيق تايوان مفتوحاً ويسوده السلام.
 
تأتي تصريحات كريتنبرينك عقب إعلان قائد كبير في البحريّة الأميركيّة هذا الأسبوع أنّ قرار الصين إطلاق صواريخ بالستيّة فوق تايوان يجب أن يواجه اعتراضاً باعتباره "غير مسؤول".
 
وشملت المناورات إطلاق صواريخ بالستيّة عدّة على المياه قبالة سواحل تايوان، وهي من أكثر الممرات البحريّة ازدحاماً في العالم، في خطوة هي الأولى للصين منذ منتصف التسعينات الماضية.
 
في المقابل، أجرت تايوان تمارين لمحاكاة دفاع ضدّ غزو، واستعرضت الأربعاء أكثر طائراتها المقاتلة تقدّماً في طلعة ليليّة قلّما تحدث، في أعقاب المناورات الصينيّة حول الجزيرة.
 
وقالت القوات الجويّة التايوانيّة في بيان إنّه "في مواجهة التهديد المتمثّل بالمناورات العسكريّة الأخيرة للقوات الشيوعيّة الصينيّة، بقينا يقظين بموازاة ترسيخ مفهوم (ساحات القتال في كل مكان والتدريب في أي وقت) لضمان الأمن القوميّ".
 

اقرأ في النهار Premium