نفّذ عدد من الطلاب في إحدى جامعات طهران تحركا احتجاجيا، الثلثاء، خلال زيارة للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية، وفق الاعلام الرسمي، في خضم احتجاجات تشهدها البلاد في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني.
وتشهد الجمهورية الإسلامية منذ 16 أيلول، احتجاجات تلت وفاة أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تشكّل النساء جزءا أساسيا منها. وأعلنت السلطات توقيف مئات من المحتجين لضلوعهم في "أعمال شغب".
وسجلت تحركات احتجاجية في بعض الجامعات والمدارس في مدن عدة.
والثلثاء، أفادت وكالة "إرنا" أن "نحو 90" طالبا تجمعوا قبالة مبنى كلية الحقوق لجامعة العلامة طباطبائي بطهران، بينما كان المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي يتحدث أمام زملائهم في إحدى قاعات الكلية.
وأضافت أن الطلاب رددوا "شعارات غير مناسبة وغير أخلاقية"، من دون أن تحدد طبيعتها أو أسباب الاحتجاج.
وأضافت أنه بعد انتهاء كلمته داخل القاعة، خرج بهادري جهرمي "الى الطلاب المحتجين... وتحدث إليهم".
وسبق ان اتهم مسؤولون إيرانيون "أعداء" الجمهورية الإسلامية، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، بالضلوع في "أعمال الشغب" التي تشهدها منذ منتصف أيلول الماضي.
ورأى المتحدث باسم الحكومة أن القنوات التلفزيونية الناطقة بالفارسية خارج إيران، وتعتبرها الجمهورية الإسلامية "معادية" لها، تعمل على "ممارسة الضغط" على طهران.
وقال إن "بعض الدول مستعدة لأن تدفع من جيبها الخاص لإطلاق وسيلة إعلام ناطقة بالفارسية، في حين أنها (هذه الدول) لا تعرف أي كلمة بالفارسية وجل ما يريدونه هو الضغط علينا".
من جهته، وجّه وزير الداخلية أحمد وحيدي أصابع الاتهام الى السعودية، الخصم الإقليمي للجمهورية الإسلامية، بدعم بعض هذه القنوات التلفزيونية.
وقال وحيدي إن العديد من الذين تم توقيفهم على هامش الاحتجاجات "قالوا إنهم كانوا تحت تأثير الأجواء الخاطئة التي خلقتها وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون، خصوصا تلك المرتبطة بحركات اقليمية، بما فيها السعودية ودول غربية".
وكان قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي حذّر الإثنين السعودية من "التدخل" بشؤون إيران الداخلية من خلال وسائل إعلام مرتبطة بها.
وقال "لدي اقتراح لنظام آل سعود، سيطروا على وسائل الاعلام هذه، والا فالدخان سيصيب أعينكم"، وفق ما نقل موقع الحرس الالكتروني "سباه نيوز".
وأضاف "لقد أعذر من أنذر. تدخلتم في شؤوننا الداخلية من خلال وسائل الاعلام هذه، لكن اعلموا أنكم ضعفاء، وأبلغناكم بأن تكونوا على حذر".