التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان وأجرى محادثات تركزت على البرنامج النووي الإيراني وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتبه.
وجاء في البيان أن نتنياهو وساليفان الذي يقوم بزيارة الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية بحثا في "الجهود المشتركة لوقف برنامج إيران النووي وتحركات إيران في المنطقة".
وتابع البيان "رحّب رئيس الوزراء بالتزام الرئيس الأميركي جو بايدن بضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية".
كما ناقش الاثنان الخطوات المقبلة لتعميق "اتفاقات ابراهام"، في إشارة الى اتفاقات التطبيع التي جرت في العام 2020 بين إسرائيل ودول عربية، و"توسيع دائرة السلام مع التركيز على تحقيق انفراجة في العلاقات بالسعودية".
وتعهد نتنياهو السعي لتدشين علاقات رسمية مع الرياض بعد توقيع اتفاقيات تطبيع مع الإمارات والبحرين في عام 2020، لكن السعودية تربط أي خطوة من هذا القبيل بحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كما تطرّق نتنياهو في محادثاته مع المستشار الاميركي الى "التحركات الأخيرة للفلسطينيين على الساحة الدولية"، معتبرا إياها "هجوما على إسرائيل يتطلّب منا الردّ".
وتتشارك إسرائيل وحلفاؤها في الخليج المخاوف بشأن إيران لكن عودة نتنياهو إلى السلطة في كانون الأول على رأس حكومة يمينية قومية أثارت مخاوف من تصعيد الصراع المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين.
وحض وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أمس الأربعاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة على الانخراط بجدية في حل الصراع.
وأشاد نتنياهو وسالفيان، وفق البيان، بأهمية العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة وضرورة تعميقها.
كذلك، التقى ساليفان بعد ظهر الخميس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وحذر عباس من "خطورة الإجراءات الإسرائيلية من انتهاكات تتمثل بتكثيف الاستيطان، وعمليات القتل اليومية، واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، واستباحة المسجد الأقصى والمقدسات المسيحية والاسلامية في القدس، وتنكرها للاتفاقات الموقعة، والقرصنة ضد أموال الضرائب الفلسطينية".
وطالب عباس الادارة الأميركية بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية "بالتدخل الفوري قبل فوات الأوان لوقف هذه الاجراءات أحادية الجانب"، مؤكدا "أننا لن نقبل باستمرار هذه الجرائم الإسرائيلية وسنتصدى لها وسندافع عن حقوق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
كما شدد على "أهمية إيفاء الإدارة الأميركية بالتزاماتها التي أعلنت عنها، بالحفاظ على حل الدولتين، ووقف الاستيطان، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وإعادة فتح مكتب القنصلية الاميركية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن".
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي قد التقى في وقت سابق الخميس برئيس الموساد ديفيد برنيع وناقش معه "التحديات الاستراتيجية للبلدين، والأهمية الكبرى للتعاون بين الأجهزة الأمنية في التعامل معها"، وفق البيان.
كما شارك المسؤول الأميركي في اجتماع عبر الفيديو ضمه ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ونظراءهما في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، والبحرين الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
وأعلن الأربعة التزامهم بتعميق "اتفاقات أبراهام"، وناقشوا الخطوات العملية لتعزيز المصالح المشتركة في المنطقة، بحسب بيان مكتب نتنياهو.
وفاز نتنياهو في انتخابات الأول من تشرين الثاني 2022، وصوّت 63 نائبا من أصل 120 في البرلمان لصالح حكومته التي تضمّ حزبه الليكود وأحزابا دينية متشددة ويمينية متطرفة.
ووقعت الدولة العبرية في 2020 اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب ثم السودان في كانون الثاني 2021.
واعتبر الفلسطينيون جميع هذه الاتفاقات "طعنة في الظهر"، إذ إنها خالفت الإجماع العربي الذي جعل من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أساسا لأي سلام مع الدولة العبرية.
وتسعى إسرائيل إلى توسيع دائرة الاتفاقات التي حصلت برعاية أميركية، لتشمل السعودية.
في نهاية كانون الأول 2022، قال رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد أمام البرلمان "وضعنا الأسس لانضمام السعودية إلى اتفاقات أبراهام وسيتم تسليم التفاصيل السرية لرئيس الوزراء المقبل".
وأضاف "إذا أكملت الحكومة الجديدة المسار الذي رسمناه، فيمكن تطبيع العلاقات مع السعوديين خلال وقت قصير".