تظاهر عشرات الآلاف من اللاجئين الروهينغيا في بنغلادش، الأحد، للمطالبة بالعودة إلى بورما، بعد خمس سنوات على خروجهم منها هربا من حملة قمع للجيش البورمي.
ونحو مليون من أبناء هذه الأقلية يقيمون في أكواخ من الخشب والصفيح في 34 مخيما في جنوب شرق بنغلادش، من دون عمل وفي ظروف سيئة ومن دون تعليم يذكر.
وكانت بنغلادش التي تتّبع تجاههم نهجا يزداد تشددا قد منعتهم من التظاهر بعدما نظّموا في آب 2019 تحركا احتجاجيا حاشدا شارك فيه مئة ألف شخص.
لكن سلطات بنغلادش سمحت لمجموعات من الروهينغيا بتنظيم مسيرات "عودة إلى الديار" عشية اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف الإثنين.
وخلال أحدى التظاهرات قال سيد الله وهو أحد وجهاء الروهينغيا "لا نريد البقاء في المخيمات. أن تكون لاجئا ليس بالأمر السهل. إنه جحيم. كفى يعني كفى. لنذهب إلى ديارنا".
في العام 2018 خلص محققو بعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة كلفت النظر في عمليات قتل وتهجير قسري للمسلمين الروهينغيا في بورما، إلى توصية بإجراء تحقيق جنائي وملاحقة قضائية لكبار القادة العسكرين البورميين للاشتباه بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
وتأتي تظاهرات الأحد بعدما عقد وزيرا خارجية بنغلادش وبورما الأسبوع الماضي اجتماعا عبر الفيديو هو الأول بينهما منذ نحو ثلاث سنوات.
في بنغلادش قال مسؤول في وزارة الخارجية في تصريح لوكالة فرانس برس إن دكا حضت خلال هذا الاجتماع نايبيداو على المبادرة لاستعادة اللاجئين الروهينغيا هذا العام.
وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته "نأمل أن تبدأ عمليات الاستعادة بعد انتهاء الرياح الموسمية هذا العام، أقله على نطاق محدود".
وقالت الشرطة إن آلافا من اللاجئين بينهم أطفال شاركوا في المسيرات والتظاهرات رافعين لافتات كتب عليها "كفى يعني كفي! لنذهب إلى ديارنا".
وقال المسؤول في الشرطة نعيم الحق في تصريح لفرانس برس إن "أكثر من عشرة آلاف من الروهينغيا شاركوا في التظاهرة في مخيمات تقع ضمن دائرتي"، في إشارة إلى كوتوبالونغ الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في العالم.
وقالت الشرطة ومنظمون للتحرك إن كلا من التظاهرات التي نظّمت في 29 مخيما على الأقل شارك فيها أكثر من ألف شخص من أبناء الروهينغيا.
ونشرت السلطات تعزيزات أمنية في المخيمات منعا لأعمال العنف، وفق حق الذي أفاد بأن التظاهرات "جرت بشكل سلمي".