تتّجه موجة الحرّ القصوى والمبكرة التي تضرب فرنسا مسجلة مستويات قياسية السبت، إلى شرق البلاد الأحد حيث قد تصل الحرارة إلى 38 درجة مئوية.
وتشهد إسبانيا التي تواجه موجة قيظ غير معهودة في هذه الفترة من السنة، حريقا هائلا تحاول فرق الإطفاء السيطرة عليه.
في فرنسا طال الانذار الأحمر والبرتقالي نحو ثلاثة أرباع سكان البلاد أي 45 مليون نسمة. لكن ينتظر تساقط أمطار محلية على الواجهة الأطلسية للبلاد ستشكل مقدمة لتراجع درجات الحرارة مساء الأحد ما سيمسح "لموجة الحر بالتقلص تدريجا لتستمر فقط في شرق البلاد" على ما ذكرت مصلحة الأرصاد الجوية.
ومساء السبت، هبت رياح قوية وغير متوقعة على ساحل نورماندي ما أدى إلى مقتل راكب أمواج.
وفي حين تتراجع درجات الحرارة في غرب البلاد، يتواصل الحر في شمال شرق فرنسا ولا سيما منطقة ألزاس حيث تتوقع الأرصاد الجوية تسجيل 38 درجة مئوية.
42,9 درجة مئوية في بياريتس
وكان جنوب غرب البلاد شهد ارتفاعا في الحرارة السبت مع تسجيل "42 إلى 43 درجة مئوية" في منطقة سود أكيتان بحسب "فرانس ميتيو" مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية. وأوضح المصدر نفسه أن "مستويات قياسية مطلقة سجلت" مع 42,9 درجة مئوية في بياريتس أي أعلى بـ2,3 درجة مئوية مقارنة بالمستوى القياسي السابق المسجل في 2003.
في بعض المدن، استقبلت المتاحف الزوار الهاربين من الحر. في بوردو في جنوب غرب البلاد حيث بلغت الحرارة 40 درجة مئوية، فتحت المتاحف أبوابها مجانا.
في باريس في متحف التحرير، قالت السائحة البلجيكية صونيا دو مان (70 عاما) التي أتت مع ابنتها إنها فضلت "زيارة متحف" على التوجه إلى تلة مونمارتر كما كان مقررا. وفي العاصمة الفرنسية فتحت المتنزهات والحدائق العامة أبوابها طوال الليل.
في جنوب شرق البلاد، اندلع حريق سببته نيران مدفعية في حقل تدريب كبير للجيش الفرنسي واتى على نحو 600 هكتار من الغطاء النباتي لكن فرق الإطفاء بصدد السيطرة عليه.
ويرى العلماء إن تكاثر موجات الحر في أوروبا يأتي نتيجة مباشرة للاحترار المناخي. فانبعاثات غازات الدفيئة تفاقم من قوة موجات الحر المتكررة ومن امدها وتواترها.
وأتت الموجة الحالية من المغرب عبر شبه الجزيرة الإيبيرية.
في إسبانيا واصلت فرق الإطفاء السبت في اليوم الأخير من موجة الحر، مكافحة حرائق عدّة في البلاد اجتاح أحدها حوالى 20 ألف هكتار في حين بلغت الحرارة 43 درجة مئوية.
واندلع أكبر هذه الحرائق في سلسلة جبال سييرا دي لا كوليبرا في منطقة كاستيا إي ليون في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع البرتغال. وكان لا يزال مستعرا عصر السبت وقد أتى على حوالى 20 ألف هكتار.
وتم إخلاء 11 بلدية تضم مئات السكان بسبب تهديد النيران التي أدت كذلك إلى إغلاق الطريق الوطني وخط القطارات السريعة بين مدريد ومنطقة غاليثيا في شمال غرب البلاد.
وتواصل فرق الإطفاء الإسبانية مكافحة حرائق عدة في كاتالونيا ومنطقة نافارا.