بدأت أذربيجان، الثلثاء، عملية إعادة مواطنيها إلى مناطق استعادت السيطرة عليها من انفصاليين موالين لأرمينيا، في إطار ما تطلق عليه باكو "العودة الكبيرة" عقب الحرب التي اندلعت في 2020 بشأن منطقة ناغورنو- كراباخ المتنازع عليها.
وتعهدت الدولة الغنية بالنفط إعادة مواطنين إلى أراض استعادت السيطرة عليها في الحرب التي استمرت أكثر من ستة أسابيع مع أرمينيا، جارتها في منطقة القوقاز، وأودت بأكثر من 6500 شخص قبل عامين.
ويعد الرئيس إلهام علييف منذ سنوات باستعادة أراض خسرتها أذربيجان في التسعينات، وتمثل الدفعة الأولى من العائدين محطة رمزية لباكو.
وقال مسؤول إن نحو 60 شخصا عادوا إلى قرية كانوا قد غادروها في 1993 عندما اعلن انفصاليون موالون لأرمينيا الانفصال عن باكو ما تسبب بنزاع أودى بنحو 30,000 شخص.
وفر آلاف الأذربيجانيين آنذاك.
وقال الموفد الرئاسي الخاص إلى المنطقة وحيد حاجييف للصحافيين إن "58 شخصا عادوا إلى منطقة زنغيلان" التي استعادتها باكو في تشرين الأول/أكتوبر 2020.
وفر أكثر من 30,000 شخص من أصول أذربيجانية من زنغيلان القريبة من الحدود مع إيران في 1993.
وقال حاجييف "في هذه المرحلة سيعود ما مجموعه 41 عائلة" إلى قرية أغالي التي أعيد بناؤها في منطقة زنغيلان خلال الأيام الخمسة القادمة.
تعهدت باكو إنفاق مليارات الدولارات من العائدات النفطية على مشاريع إعادة إعمار في ناغورنو- كراباخ ومناطق مجاورة أخرى استعادت السيطرة عليها.
ورصدت 1,3 مليار دولار من ميزانية العام الماضي لمشاريع بنى تحتية مثل طرق وجسور ومطارات جديدة في المنطقة.
لكن عودة الأهالي على نطاق واسع لا تزال بعيدة المنال نظرا لحجم الدمار وخطر الألغام.
- محادثات سلام -
في خريف 2020 خاضت أذربيجان وأرمينيا حربا للمرة الثانية للسيطرة على كراباخ.
وانتهت المعارك بوقف لإطلاق النار برعاية روسية.
وبموجب الاتفاق تنازلت أرمينيا عن مساحات سيطرت عليها لعقود، ونشرت روسيا 2000 عنصر لمراقبة الهدنة الهشة.
وقال الأمين العام لمجلس الأمن الأرميني أرمين غريغوريان لوكالة الأنباء الرسمية أرمينبرس الثلثاء إن قوات يريفان ستستكمل بحلول أيلول الانسحاب من مناطق كانت تحت سيطرة الانفصاليين.
والتقى وزيرا خارجية البلدين في العاصمة الجورجية تبيليسي نهاية الأسبوع الماضي في أول محادثات مباشرة منذ الحرب.
وتناولت المحادثات حسب تقارير اتفاقية توصل إليها علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في أيار بوساطة الاتحاد الأوروبي تقضي ب"تسريع المباحثات" بشأن اتفاق سلام مستقبلي.
وأجرى علييف وباشينيان محادثات مباشرة قلما تحدث، في بروكسيل في نيسان وأيار.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن لقاءهما القادم سيكون في تموز أو آب.
في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط، فقدت موسكو التي تزداد عزلة، دورها كوسيط رئيسي في النزاع.
ومنذ ذلك الحين قاد الاتحاد الأوروبي عملية التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان، والتي تتضمن محادثات سلام وترسيم الحدود وإعادة فتح خطوط النقل.