دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس الاثنين الدول الغنيّة إلى تقديم هدفها بتحقيق الحياد الكربوني إلى عام 2040 من أجل "نزع فتيل القنبلة المناخيّة الموقوتة"، ومعظم هذه الدّول تعهّدت حتى الآن تحقيق الهدف بحلول عام 2050.
وقال غوتيريس في رسالة بالفيديو بمناسبة نشر أحدث تقرير لخبراء المناخ الذين جمعتهم الأمم المتحدة، إنّ "البشرية تمشي على طبقة رقيقة من الجليد وهذا الجليد يذوب بسرعة"، ووصف التّقرير بأنّه "دليل إرشادي لبقاء البشرية".
يعتقد الأمين العام أنّ العالم لا يزال بإمكانه الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة إلى +1,5 درجة مئويّة مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، لكن ذلك "يتطلّب تحقيق تقدّم حاسم في العمل المناخي في كلّ الدول والقطاعات".
وأضاف: "يجب على جميع الجهات الفاعلة الضّغط على زر التقديم السريع"، لافتاً إلى أنّ البلدان النامية أقلّ مسؤولية عن الاحترار المناخي وأقلّ قدرة على تسريع انتقالها.
الهدف الأوّل هو البلدان المتقدّمة التي "يجب أن تلتزم بتحقيق الحياد الكربوني في أقرب وقت ممكن من عام 12040، وهو حد ينبغي أن تعتزم جميعها بلوغه".
تهدف معظم البلدان المتقدّمة التي قدّمت مثل هذه الالتزامات إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، رغم أن بعضها أكثر طموحاً مثل فنلندا (عام 2035) وألمانيا والسويد (2045).
أمّا بالنسبة للاقتصادات الناشئة، فإنّه يتعيّن على قادتها "الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني في أقرب وقت ممكن من عام 2050"، وفق غوتيريش.
البلدان الناشئة الكبيرة وضعت مواعيد بعيدة لتحقيق الحياد الكربوني، ولا سيّما الصين (2060) والهند (2070).
وشدّد الأمين العام للأمم المتّحدة التي ستنظم قمة للعمل المناخي في أيلول، على الدور الرئيسي لدول مجموعة العشرين المسؤولة عن 80% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والتي يجب أن "يجتمع كل أعضائها معاً في جهد مشترك... لجعل الحياد الكربوني حقيقة واقعة بحلول عام 2050".
ويتوقّع غوتيريس من كل دول مجموعة العشرين تقديم التزامات جديدة "طموحة" و"شاملة لجميع الغازات" لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول نهاية الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (كوب28) المقررة في كانون الأول في دبي مع أهداف جدية لخفض الانبعاثات بين عامي 2035 و2040.
كما دعا الأمين العام "جميع القطاعات إلى مواءمة نفسها مع الحياد الكربوني بحلول عام 2050 مع خطط واضحة وأهداف وسيطة"، مشيراً تحديداً إلى قطاعات الشحن والطيران والصلب والأسمنت والألمنيوم والزراعة.