تواجه بريطانيا أكبر إضراب في السكك الحديدية منذ 30 عاما هذا الأسبوع عندما يضرب عن العمل عشرات الآلاف من العاملين بسبب نزاع على الأجور تحذر النقابات من أنه قد يؤدي إلى عمل منسق عبر الصناعات الأخرى بسبب تصاعد أزمة تكلفة المعيشة.
وتعاني الأسر البريطانية بالفعل من أكبر ضغوط اقتصادية منذ عقود، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود الذي أدى إلى زيادة التضخم إلى خانة العشرات، في حين أن متوسط الأجور الأساسية لم يكن أعلى مما كان عليه في عام 2006 عندما تم تعديله وفقا للتضخم.
ويعتزم أكثر من 50 ألف عامل في السكك الحديدية المشاركة في الإضراب أيام الثلثاء والخميس والجمعة، احتجاجا على تجميد الأجور وخفض الوظائف، وهو ما تعتبره النقابات مجرد بداية "صيف من السخط" مع احتمال إعلان المعلمين والمسعفين وحتى المحامين الإضراب أيضا.
وانتعش الاقتصاد البريطاني بقوة في البداية بعد رفع قيود جائحة كوفيد-19، لكن مزيجا من نقص العمالة وتعطل سلاسل الإمداد والتضخم ومشكلات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تنذر بحدوث ركود.
وتقول الحكومة إنها تقدم دعما إضافيا للملايين من الأسر الأشد فقرا، لكن أي تحرك نحو رفع الأجور فوق معدلات التضخم سيضر بأساسيات الاقتصاد.
وقال وزير الدولة لشؤون الخزانة سايمون كلارك، الذي تشمل اختصاصات منصبه أجور القطاع العام، اليوم الاثنين "التضخم يدمر المدخرات. إنه يدمر النمو. إنه يضر بأي اقتصاد عندما يحكم قبضته. سيتعين علينا إظهار المسؤولية الجماعية على مستوى المجتمع".
وتثير الإضرابات الصناعية مقارنة مع ما حدث في سبعينيات القرن الماضي، عندما واجهت بريطانيا إضرابات عمالية واسعة النطاق بما في ذلك "شتاء السخط" في عامي 1978 و1979.
وشارك الآلاف في تظاهرة بوسط لندن يوم السبت نظمتها النقابات العمالية.
وتأتي الإضرابات في الوقت الذي يعاني فيه المسافرون في المطارات البريطانية من تأخيرات فوضوية وإلغاء رحلات في اللحظة الأخيرة بسبب نقص الموظفين، بينما يتعين على العديد من البريطانيين الانتظار شهورا حتى تصلهم جوازات السفر الجديدة بسبب التأخير في الإجراءات.
ويعني إضراب السكك الحديدية أن نحو نصف شبكة القطارات فقط في بريطانيا ستعمل في أيام الإضراب مع خدمات محدودة للغاية على تلك الخطوط، إضافة إلى تعطيل مستمر في الأيام الواقعة بين أيام الإضراب.
وسيؤدي ذلك إلى اضطراب كبير لملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، وبينهم مسافرون وسياح وأطفال يحضرون امتحانات وجمهور يسافر لحضور مهرجان غلاستونبري.