النهار

أوروبا تحترق كأنها في منتصف القرن الحالي!
المصدر: "النهار"
تقرير عن صيف يحطم الأرقام القياسية في أوروبا
أوروبا تحترق كأنها في منتصف القرن الحالي!
شرطي يسقي جندياً بريطانياً واقفاً امام قصر باكينغهام، 18 تموز 2022- "أ ب"
A+   A-

لا تزال أوروبا الغربية تعاني من وطأة حر غير مسبوقة. ذكر موقع "فوكس" أن مكتب خدمة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة أصدر أول "تحذير أحمر" له في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. ويوم الثلثاء، كسرت البلاد أعلى درجة حرارة مسجلة: 39,1 درجة مئوية.

وكسرت فرنسا الحرارة العليا المسجلة في أكثر من 100 موقع. أجبرت الحرارة المرتفعة فرنسا على قطع طاقتها النووية بما أن الأنهار المستخدمة لتبريد المنشآت أصبحت حارة جداً. وتتعامل غالبية أوروبا مع أسعار طاقة مرتفعة جداً بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا وتخفيف الدول الأوروبية اعتمادها على الطاقة الروسية.

أفادت السلطات الإسبانية بوفاة أكثر من 500 شخص بسبب موجة الحر في عطلة نهاية الأسبوع. وتتسبب درجات الحرارة العالية بتلوث الأوزون. ويساهم الطقس الحار والجاف بتهيئة الظروف المثالية للحرائق في فرنسا وإسبانيا والبرتغال بحسب الموقع نفسه.

ارتفعت درجة حرارة الأرض بمعدل 1,1 درجة مئوية منذ العصر الصناعي. لكن هذا الارتفاع الصغير في المعدل يؤدي إلى قفزة كبيرة في درجات الحرارة المتطرفة.

على الرغم من أن الدول الأوروبية ثرية، لا يزال الحر يشكل تهديداً كبيراً للناس والبنية التحتية. إن مناخ أوروبا المعتدل انعكس في عدم استثمار العديد من المنازل في تكييف الهواء. (أقل من 5% من المنازل الأوروبية مكيفة).

وبالمقارنة مع الذين يعيشون في مناخات أكثر دفئاً، يبقى الأوروبيون أنفسهم غير معتادين على الحر الشديد. وهذا يعني إمكانية أن يتجاهل الناس التحذيرات من خطورة الحر. لهذا تكون موجات الحر أخطر في المناخات الأكثر اعتدالاً. وأوروبا عالية الكثافة السكانية حيث يعيش 72% من سكان الاتحاد الأوروبي في المدن والبلدات والضواحي. إن الزجاج والصلب والباطون والافتقار للمساحات الخضراء عناصر تحول المدن إلى جزر حرارية أعلى درجة من محيطها.

أحد الجوانب الخطيرة في موجة الحر الحالية شدة الحر بعد مغيب الشمس. وكسرت المملكة المتحدة الرقم القياسي السابق المسجل لدرجة الحرارة في الليل. وهذا يؤدي إلى مشاكل صحية أسوأ لأن الناس لا يجدون الكثير من المتنفس.

في 2014، تخيلت مقدمة نشرة الطقس الفرنسية إيفلين ديليا الأحوال الجوية لشهر آب في 2050 مستخدمة توقعات من منظمة الأرصاد الجوية العالمية. وأظهرت درجات حرارة تصل في الجنوب الفرنسي إلى 42.77 درجة مئوية. لكن مجلة "لوبس" أظهرت أن الكثير من توقعات الطقس المتخيلة لمنتصف هذا القرن أصبحت واقعاً في 2019.

يقول عالم المناخ نيكوس كريستيديس من مكتب خدمة الطقس في المملكة المتحدة إن فرص أن تشهد البلاد درجات حرارة تصل إلى 40 درجة ستكون أكثر ترجيحاً بعشر مرات في المناخ الحالي بالمقارنة مع مناخ غير متأثر بالنشاط البشري.

وخلص التقرير إلى أنه بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، من المحتمل أن يظل هذا الصيف واحداً من ألطف فصول الصيف التي سيختبرها البشر لبقية حياتهم.

اقرأ في النهار Premium