النهار

أوكرانيا تحدّ من استهلاك الطاقة و"خطر متزايد" لهجوم روسي جديد انطلاقاً من بيلاروسيا
المصدر: أ ف ب
أوكرانيا تحدّ من استهلاك الطاقة و"خطر متزايد" لهجوم روسي جديد انطلاقاً من بيلاروسيا
جدار لدير سفياتوهيرسك الأرثوذكسي تضرر جزئيًا من جراء قصف على بلدة سفياتوهيرسك بمنطقة دونيتسك (20 ت1 2022، أ ف ب).
A+   A-
بدأت أوكرانيا الخميس تطبيق تدابير للحد من استهلاك الكهرباء وتسارع في الوقت نفسه للقيام بأعمال تصليح لبنى تحتية دُمرت في قصف روسي مع قرب حلول الشتاء.

وأُعلن عن تدابير لتوفير استهلاك الطاقة في أنحاء البلاد بعدما دمرت صواريخ روسية وضربات بطائرات مسيرة، 30 بالمئة على الأقل من محطات الطاقة في البلاد في غضون أسبوع.

كما حذرت من "خطر متزايد" لهجوم روسي جديد انطلاقا من الجارة الشمالية بيلاروسيا، بعد أن أعلنت مينسك وموسكو الأسبوع الماضي عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة للدفاع عن الحدود البيلاروسية.

وعقب انقطاع الكهرباء في أجزاء من كييف ليلا، دعا رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو الأنشطة التجارية إلى الحد من استخدام أفران المايكروويف ومكيفات الهواء والغلايات والسخانات الكهربائية.

وقال على وسائل التواصل الاجتماعي "حتى القليل من التوفير وخفضا في استهلاك الطاقة في كل منزل سيساعد في إعادة التوازن إلى منظومة الطاقة الوطنية".

ورد الأوكرانيون بتحد على الهجمات.

وقالت أولغا (22 عاما) المقيمة في دنيبرو بوسط أوكرانيا رافضة الكشف عن كامل اسمها "لن يغير ذلك من موقفنا، ربما يزيد من كرهنا لهم".

وأضافت "أفضل الجلوس في البرد من دون ماء ولا كهرباء على أن أكون في روسيا".

- عقوبات على المسيرات الإيرانية -
بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في شباط واستولت بسرعة على أكثر من 20 بالمئة من مساحة البلاد، لكنها خسرت أراضي بعد سلسلة من الهزائم الميدانية في الأسابيع الأخيرة.

وردت موسكو بضم مناطق تسيطر عليها وشنت سلسلة من الضربات على منشآت للطاقة استخدمت في بعضها ما قالت كييف ودول الغرب إنها طائرات مسيرة إيرانية.

وتنفي روسيا وإيران استخدام تلك الطائرات في أوكرانيا، لكن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على ثلاثة جنرالات إيرانيين وكيان يتهمون بتزويدها.

وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إن العقوبات "استهدفت الأشخاص والكيانات التي تصنع الطائرات المسيّرة وتزودها".

وأضاف "هذا هو ردنا الواضح على قيام النظام الإيراني بتزويد روسيا طائرات مسيّرة تستخدمها لقتل مواطنين أوكرانيين أبرياء".

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن "تكتيك الأرض المحروقة" الروسي "يعزّز عزم ومثابرة أوكرانيا وشركائها".

وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس مركزا لتدريب عناصر تمت تعبئتهم في جنوب شرق موسكو حيث حيا جنودا واستخدم سلاحا.

- خطر من الجبهة الشمالية - 
في تلك الأثناء حذرت أوكرانيا من أن وحدات طيران روسية تنتشر في قواعد في بيلاروسيا على الحدود مع أوكرانيا.

وقال أوليكسي غروموف، نائب رئيس الأركان العامة الأوكرانية  خلال إحاطة صحافية إن "التهديد باستئناف الهجوم على الجبهة الشمالية من قبل القوات المسلحة للاتحاد الروسي يتزايد".

استخدمت روسيا بيلاروسيا نقطة انطلاق لهجومها على شمال أوكرانيا باتجاه العاصمة كييف والذي تم صده في آذار.

لكن غروموف قال إن أي هجوم جديد قد يستهدف بشكل أكبر غرب أوكرانيا "لقطع الشرايين اللوجستية الرئيسية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية". 

وتقول بيلاروسيا إن قوتها المشتركة الجديدة مع روسيا ستضم ما يصل إلى تسعة آلاف جندي روسي ونحو 170 دبابة سترسل إلى بيلاروسيا لكنها شددت على أن أهدافها دفاعية فقط. 

وأوكرانيا غير مقتنعة وقد اتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي موسكو "بمحاولة جر بيلاروسيا مباشرة إلى هذه الحرب"، وذلك في اجتماع لمجموعة السبع عقد مؤخرا.

- إجلاء بمثابة ترحيل -
أعلن بوتين الأربعاء فرض الأحكام العرفية في أربع مناطق أوكرانية ضمّتها موسكو مؤخرا، وتشديد  التدابير الأمنية في المناطق الحدودية.

وتزامن قراره مع إعلان السلطات الموالية للكرملين في منطقة خيرسون التي ضمتها موسكو في جنوب أوكرانيا، مغادرة المنطقة أمام هجوم أوكراني مضاد.

وتخضع كبرى مدن منطقة خيرسون والتي تحمل الاسم نفسه، لسيطرة موسكو منذ بداية الغزو.

وقالت السلطات المعينة في موسكو في منطقة خيرسون (جنوب أوكرانيا) الخميس، إن قرابة 15 ألف شخص تم إجلاؤهم من المنطقة.

وندد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف  بقرار موسكو معتبرا أنه جريمة.

وقال "نحن نشهد على تحضيرات لترحيل جماعي للسكان الأوكرانيين" إلى روسيا "من أجل تعديل التركيبة الإتنية للأراضي المحتلة".

وأعلنت سلطات الاحتلال الروسي في بلدة أوليشكي على الضفة الأخرى لنهر دنيبر، بدء وصول مواطنين من خيرسون.

وبثت قناة روسيا24 التلفزيونية مشاهد لأشخاص ينتظرون ركوب عبارات، لعدم تمكنهم من استخدام جسور دمرتها أوكرانيا.

- نستحق الجائزة - 
وفي تقدير للصمود الأوكراني منح البرلمان الاوروبي الأربعاء جائزة سخاروف للدفاع عن حرية الرأي للشعب الأوكراني "الشجاع" الذي يواجه الغزو الروسي. 

ورحبت المهندسة نتاليا بويكيف بالجائزة بينما كانت تسير في وسط كييف.

وقالت "إننا نستحقها".

وأضافت الشابة البالغة 24 عاما "يجب أن يرى العالم من هم الأوكرانيون. وبفضل الجائزة نجذب انتباه العالم".

في تلك الأثناء، بدأت أعمال التصليح في بعض المناطق التي استعادتها أوكرانيا من القوات الروسية، قبل حلول الشتاء. ولا يزال العديد من الأهالي يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

وقال أيفان زخارتشنكو (70 عاما) من سكان إيزييوم أثناء انتظاره في طابور للحصول على مساعدات في الساحة التي احتفل فيها زيلينسكي بتحرير المدينة قبل أكثر من شهر "عدا عن هذا، لا شيء يعمل".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium