بعدما هدأت السبت، استؤنفت المعارك الأحد في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بين الجيش الكونغولي ومتمردي حركة "ام23"، وفق ما أفادت مصادر أمنية أشارت إلى وقوع اشتباكات عنيفة.
وأفاد مواطن عبر الهاتف بأن "المعارك محتدمة منذ الصباح" في مرتفعات قطاع كيبومبا.
منذ أيام يسعى كل من الجيش والمتمردين للسيطرة على المنطقة الواقعة على مسافة نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من مدينة غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو.
وأفاد مصدر أمني طلب عدم كشف هويته بأن "الأوضاع في كيبومبا ليست جيدة، أصيب للتو في المعارك ثلاثة عسكريين بينهم كولونيل".
قبل عشرين عاما بالتحديد، في 20 تشرين الثاني 2012 استولت "حركة 23 مارس" التي تعرف أيضا باسمها المختصر "إم23" وهي ميليشيات كونغولية مؤلفة من أفراد ينتمون إلى عرقية التوتسي، على مدينة غوما التي سيطرت عليها عشرة أيام قبل أن تنسحب وتتكبد هزيمة في العام التالي.
وفي نهاية العام الماضي، استأنفت الحركة القتال، متهمة كينشاسا بعدم احترام الاتفاقات الخاصة بإعادة دمج مقاتليها. وتحقق الحركة تقدما ميدانيا وسط دعوات لوقف إطلاق النار.
كذلك تدور معارك في قطاع آخر أبعد مسافة ويقع إلى شمال شرق غوما باتّجاه إشاشا الواقعة عند الحدود مع أوغندا.
ووفق الناشط في المجتمع المدني المحلي جان بوسكو باهاتي، استولى المتمردون على قرى عدة في منطقة كاتويغورو الواقعة على بعد نحو 35 كيلومترا من إشاشا، مشيرا إلى حال من الفوضى تسود بين السكان.
وقال أحد السكان إن عناصر "حركة ام23 دخلوا للتو إلى كاتويغورو، هم حاليا في السوق، أجبرت الكنائس على تعليق فعالياتها".
وأفاد بـ"هروب عدد من السكان وصمود آخرين وبتراجع الجيش مسافة 15 كيلومترا".
وقال كاهن رعية في كاتويغورو "كنا في الكنيسة للصلاة عندما حضر عناصر ام23 وأطلقوا وابلا من العيارات النارية".
وأجج الصعود المتجدد لـ"ام23" التوترات بين الكونغو الديموقراطية ورواندا المتّهمة بدعم الحركة.
لكن كيغالي ترفض هذه الاتهامات وتتّهم كينشاسا بالتواطؤ مع متمردين من الهوتو الروانديين المتغلغلين في الكونغو الديموقراطية منذ الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا في العام 1994.
وأطلقت مبادرات ديبلوماسية عدة لمحاولة حل الأزمة.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الكيني وليام روتو الإثنين في كينشاسا نظيره الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في إطار الجهود المبذولة لإعادة إرساء السلام في البلاد.