أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الأحد أنه سيلتقي في بروكسيل رئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي في إطار مسعى لتسوية نزاع قائم حول لوحات تسجيل السيارات لا زال يؤجج التوتر بين البلدين.
والاجتماع المقرر الإثنين يندرج في سياق من التوترات بين صربيا وإقليمها السابق الذي تقطنه غالبية ألبانية، ما يهدد بتفاقم الأمور واندلاع واحدة من أخطر الأزمات الإقليمية في السنوات الأخيرة.
ويعد إعلان استقلال كوسوفو في العام 2008 المصدر الرئيسي للتوتر، علما بأن بلغراد لا تعترف به وتشجّع الأقلية الصربية على التمسك بوفائها لصربيا.
والسبت قرّر صرب شمال كوسوفو الاستقالة من عملهم في مؤسسات الحكومة في كوسوفو احتجاجا على تنفيذ قرار بريشتينا منع دخول السيارات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
واتّخذت بريشتينا قرارا دخل حيّز التنفيذ في الأول من تشرين الثاني، يلزم عشرة آلاف من صرب كوسوفو الذين تحمل سياراتهم لوحات تسجيل تحمل دمغة صربية، استبدالها بلوحات جمهورية كوسوفو.
وتسعى بريشتينا إلى إنجاز عملية استبدال اللوحات بحلول نيسان.
وتشتمل الخطة التدريجية على تحذيرات وغرامات وفي نهاية المطاف منع عبور السيارات المخالفة للتدبير.
وأثار السجال القائم قلق الاتحاد الأوروبي الذي يقوم بوساطة في محادثات تطبيع العلاقات بين البلدين.
ولم يبدِ فوتشيتيش تفاؤلا كبيرا في إمكان توصّله لاتفاق الإثنين، في اليوم الذي يبدأ فيه فرض الغرامات على مالكي السيارات التي لا تزال تحمل لوحات تسجيل صربية.
وقال في تصريح لشبكة "تي.في.برفا" أوردته شبكة "ار.تي.اس" الرسمية "أتوجه إلى هناك لا لاعتقادي بإمكان فعل شيء ما، بل لعدم إعطاء حجة لتوجيه اللوم لصربيا لعدم رغبتها بالمشاركة".
في الأثناء عاد ممثلو الصرب إلى برلمان كوسوفو، لكنهم يواصلون مقاطعة بقية المؤسسات الرسمية.
الشهر الماضي، حضّت واشنطن كوسوفو بعدما دعمتها عسكريا لنيل استقلالها، على إرجاء تدبير استبدال لوحات السيارات.
وتشدد واشنطن على وجوب إعطاء فرصة لجهود الوساطة التي يقودها الاتحاد الأوروبي منذ العام 2011، حتى وإن كان الأمر ينطوي على حق لبريشتينا.
وكان الأوروبيون قد توصّلوا في آب الماضي إلى اتفاق يضمن حرية التنقل بين كوسوفو وصربيا بعد سلسلة حوادث عنيفة.
وبدأت بلغراد وبريشتينا في عام 2011 محادثات لتطبيع العلاقات بينهما بقيادة الاتحاد الأوروبي، بعد أكثر من عقد على الحرب التي خلفت 13 ألف قتيل، معظمهم من ألبان كوسوفو.