وصل الصحافي الفرنسي الذي اختُطف قبل عامَين في مالي أوليفييه دوبوا من النيجر إلى فرنسا الثلثاء حيث اجتمع بأقاربه، مشيرًا لوكالة فرانس برس إلى أنه لم يتعرّض لأي سوء معاملة خلال 711 يومًا من الاعتقال.
وكان في استقبال دوبوا (48 عامًا)، الذي أُفرج عنه الاثنين في نيامي في النيجر بالتزامن مع الإفراج عن المواطن الأميركي جيفري وودكي (61 عامًا) الذي بقي مخطوفًا لأكثر من ستة أعوام، أقاربه والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قاعدة فيلاكوبلاي الجوية في جنوب غرب العاصمة باريس.
وبدا الصحافي الفرنسي مبتسمًا بعد رحلة استمرت نحو خمس ساعات. واجتمع بزوجته وأطفاله، قبل أن يتكلّم بضع دقائق مع الرئيس الفرنسي.
وقال لوكالة فرانس برس "أمس (الاثنين)، لم يسعني التصديق عندما وصلت إلى مطار (نيامي)، وبدأت أفهم الوضع تدريجيًا. أمّا الآن، فرأيت عائلتي".
وأضاف، بعيد هبوط طائرته في فرنسا الثلثاء، "لم أتعرّض لسوء معاملة أو إذلال أو ضرب أو أي شيء آخر".
وأوضح أنه "كانت هناك لحظات صعبة ولكن ليس على الصعيد الجسدي مثلما حصل مع آخرين"، مشيرًا إلى أنه التقى الأميركي وودكي قبل يومين من الإفراج عنه.
اختطف دوبوا، الصحافي المستقل، في الثامن من نيسان 2021 في غاو بشمال مالي على أيدي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أكبر تحالف جهادي في منطقة الساحل مرتبط بتنظيم القاعدة.
تعاون بشكل خاص مع صحيفة "ليبراسيون" ومجلة "لوبوان"، وكان عند اختطافه يعيش ويعمل في مالي منذ عام 2015.
- "ارتياح كبير" -
دوبوا الذي لا يُعرف ما إذا كان بقي في مالي طوال مدة خطفه، هو الرهينة الفرنسي الوحيد في الخارج منذ الإفراج في تشرين الأول 2020 عن صوفي بترونان، السبعينية التي اختطفت في كانون الأول 2016 في غاو أيضا.
وتابع "تبلّغت خبر الإفراج عني في السابع من آذار"، مضيفًا أنه في 16 آذار، نقله رجال على دراجة نارية ثمّ في شاحنة صغيرة إلى مكان "في منطقة كيدال" حيث انتظر حتى يُفرج عنه.
وأعرب ماكرون الاثنين عن "ارتياحه الكبير" لإطلاق سراح الصحافي، وقال في تغريدة إنه "بغاية الامتنان للنيجر على هذا الإفراج".
ولا تزال ظروف الإفراج عن الفرنسي والاميركي مجهولة حتى الآن.
وقال دوبوا "أعلم أن دولة النيجر متورطة".
من جهته، قال المدير العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف دولوار الثلثاء "ما قيل لنا مرارًا هو أن تدهور العلاقات بين فرنسا ومالي لم يبدد الآمال بالإفراج" عن دوبوا.
وأضاف "كانت ظروف اعتقاله مرضية الى حد ما"، موضحًا أنه لا يعرف "سبب الإفراج عنه وتوقيت ذلك".
ولم يصدر حتى الان تعليق من نيامي.
وقال وزير الداخلية النيجري حمادو سولي الاثنين في مطار نيامي "استعادت السلطات النيجرية الرهينتين سالمين قبل تسليمهما للسلطات الفرنسية والأميركية".
- "انتهى الكابوس" -
خلال فترة اختطافه التي امتدت 711 يومًا، تم نشر مقطعي فيديو فقط لدوبوا على مواقع التواصل الاجتماعي. الأول في 5 أيار 2021 أعلن فيه أنه تعرض للخطف، والثاني في 13 آذار 2022، أي بعد نحو عام من انقطاع أنبائه، من دون الإشارة إلى تاريخ تصويره.
وقالت شقيقته كانيل برنار لوكالة فرانس برس "إنه أمر لا يصدق، كنا ننتظر ذلك منذ عامين. انتهى الكابوس بالنسبة له ولأسرته أيضًا. سيتمكن من استئناف حياته، وإن كان من الصعب عليه نسيان ذلك".
كما رحبت هيئة تحرير صحيفة ليبراسيون التي تعاون معها دوبوا بالإفراج عنه.
تشهد مالي، مثل جارتيها النيجر وبوركينا فاسو، أزمة أمنية خطيرة مع هجمات جهادية متكررة، وتعد عمليات الخطف من أشد الأخطار التي يواجهها الصحافيون المحليون والأجانب.
كما أُفرِج مساء الأحد عن اثنين من موظّفي اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر اختُطِفا قبل أسبوعين بين مدينتَي غاو وكيدال في شمال مالي.
ما زال ثلاثة رهائن غربيين على الأقل محتجزين في منطقة الساحل، هم الجراح الأسترالي آرثر كينيث إليوت المختطف في بوركينا فاسو منذ 15 كانون الثاني 2016، وضابط الأمن الروماني يوليان غيرغوت الذي اختُطف في 4 نيسان 2015 في بوركينا فاسو.
ويعتقد أن ألمانيا هو الأب هانز يواكيم لوره الذي انقطعت أخباره منذ أواخر تشرين الثاني مخطوف أيضا.