قال رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو، في مقابلة مع فرانس برس الخميس، ان على الغرب واوكرانيا وروسيا وضع حد للنزاع لتجنب السقوط في "هاوية حرب نووية"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه كان على كييف والغرب التنازل للكرملين.
لوكاشنكو الحليف الأساسي لموسكو، كان قد وضع أراضيه في تصرّف الجيش الروسي لمهاجمة أوكرانيا في 24 شباط.
وقال خلال لقاء مع وكالة فرانس برس في قصر الاستقلال في مينسك "فلنتوقف. ينبغي عدم المضي قدما. (الذهاب) أبعد هو الهاوية. (الذهاب) أبعد هو الحرب النووية. يجب الا تصل الامور الى هذا الحد".
وأضاف "يجب التوقف والتفاهم ووقف هذه الفوضى والحرب في اوكرانيا".
فشلت المفاوضات السابقة التي بدأت في الايام الاولى للهجوم الروسي بسبب تحميل كل طرف المسؤولية للطرف الاخر. وبحسب لوكاشنكو، فإن الأوروبيين والأميركيين يشجّعون كييف على القتال.
وقال "كل شيء رهن بأوكرانيا. في اللحظة الراهنة يمكن للحرب ان تنتهي في ظروف أفضل ترتضي بها اوكرانيا".
- الأراضي المحتلّة، أراض مفقودة -
رأى لوكاشنكو أنّ على أوكرانيا ان توافق "على عدم نشر اسلحة على اراضيها تهدد روسيا".
وأشار إلى ان عبارة "اجتثاث النازية" التي استخدمتها روسيا للاشارة الى اهدافها العسكرية في اوكرانيا "هي بمثابة فلسفة. الاكثر أهمية هو أمن روسيا".
ونبه لوكاشنكو الى أن الامور في اوكرانيا يمكن ان تتدهور، مذكرا بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر من أن جيشه لم يستخدم بعد كل قدراته في النزاع.
وقال "الحرب القائمة هناك ليست حتى الآن ما يمكن لروسيا ان تخوضه"، لافتا الى أسلحة "مرعبة" لم تستخدمها موسكو بعد.
ورأى ان على اوكرانيا أن توافق على خسارتها الاراضي التي احتلتها موسكو في شرق وجنوب البلاد.
وقال "هذا لم يعد قابلا للنقاش. كان يمكن بحث هذا الامر في شباط او آذار".
وحمل لوكاشنكو الغرب المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب، معتبرا ان التهديد الذي كان يشكله على موسكو كان عاملا جعلها مضطرة الى مهاجمة جارتها.
وقال "لقد رأينا اسباب هذه الحرب. السبب هو أنه لو لم تسبق روسيا حلف شمال الاطلسي، لكنتم أنتم (الغربيون) نظمتم صفوفكم ووجهتم ضربة اليها. إنكم السبب وانتم تطيلون هذه الحرب".
واوضح أنه كان يمكن تجنب النزاع لو عمدت الدول الغربية الى اعطاء بوتين "الضمانات الامنية التي طالب بها"، وفي مقدمها انسحاب حلف شمال الاطلسي الى حدود 1997 ووقف التقارب بين اوكرانيا والغرب.
وتساءل مخاطبا الغربيين "لماذا لم تعطوا هذه الضمانات؟ هذا يعني أنكم كنتم تريدون الحرب".
وعن وضع بيلاروسيا، قال لوكاشنكو إنّ جيشه موجود لمنع "طعنة في ظهر" روسيا، موضحاً أنه لن يذهب إلى ساحة المعركة.
وقال "نحن نشارك في العملية، نعم. ولكن كيف؟ لقد أغلقنا غرب وجنوب غرب بيلاروسيا للحؤول دون طعن روسيا في الظهر"، مضيفاً "نحن لا نقتل أحداً".
وتابع لوكاشنكو "نملك الأسلحة ذاتها مثل روسيا، لديهم ما يكفي من الجنود للقتال، ليسوا بحاجة إلينا هناك. فلماذا يذهب (الجيش البيلاروسي) إلى أوكرانيا للقيام بأعمال عسكرية؟".
- عقوبات "غبية" -
كذلك، أشار الرئيس البيلاروسي إلى أنه لا يخطّط للاعتراف بالأراضي الانفصالية في أوكرانيا التي تعترف بها موسكو لتبرير تدخّلها العسكري، ولا بالضم الروسي لشبه جزيرة القرم في العام 2014 وتساءل "ما الذي سيعنيه ذلك؟".
على الرغم من اعتماده الاقتصادي الكبير على روسيا التي تزوّد بيلاروسيا بالمال والطاقة الرخيصة، فقد نفى لوكاشنكو أن يكون دمية في يد روسيا.
وقال "لا تظنوا أنني دمية يجري التلاعب بها من الصباح إلى المساء. لا شيء من هذا القبيل"، مشدّداً على العلاقات "الأخوية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واستنكر لوكاشنكو العقوبات "الغبية" المفروضة على روسيا، مشيراً إلى الاعتماد الأوروبي الهائل على المحروقات الروسية والذي يهدّد بركود اقتصادي في حال تمّ قطع إمدادات الغاز.
وقال الرئيس البيلاروسي "أظهر الوضع مع عقوباتكم الغبية والقاسية وغير المفهومة، مدى اعتمادكم على موارد الطاقة الروسية".
وأضاف "روسيا (...) بحاجة إلى السلام والهدوء للقيام بالتجارة، يجب أن تبيع الغاز وأنتم بحاجة إلى شرائه".