بغصب وحزن، شيّع العراق الخميس ضحايا قصف حمّلت بغداد تركيا مسؤوليته، وأودى بحياة تسعة مدنيين في منتجع سياحي في كردستان، في حدثٍ من شأنه زيادة التوتر بين البلدين الجارين.
في مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، أرسلت طائرة عسكرية لنقل جثامين الضحايا إلى بغداد، كما شاهد مصوّر في فرانس برس.
ونقلت التوابيت التسعة بسيارة إسعاف، بينها تابوت طفل صغير، ولفّت بالعلم العراقي وأكاليل الورود. وحمل وزير الخارجية فؤاد حسين ورئيس الإقليم نجيرفان بارزاني، نحو الطائرة، التابوت الصغير، قبل أن تقلع إلى بغداد.
في مطار بغداد الدولي، استقبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الجثامين وتقدم مراسم التشييع الرسمي، بحضور عدد من القيادات الأمنية والمسؤولين والتقى بعائلات الضحايا، بحسب بيان رسمي.
أ ف ب
أ ف ب
ونقلت التوابيت التسعة بسيارة إسعاف، بينها تابوت طفل صغير، ولفّت بالعلم العراقي وأكاليل الورود. وحمل وزير الخارجية فؤاد حسين ورئيس الإقليم نجيرفان بارزاني، نحو الطائرة، التابوت الصغير، قبل أن تقلع إلى بغداد.
في مطار بغداد الدولي، استقبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الجثامين وتقدم مراسم التشييع الرسمي، بحضور عدد من القيادات الأمنية والمسؤولين والتقى بعائلات الضحايا، بحسب بيان رسمي.
وغالبية الضحايا هم من وسط وجنوب البلاد، يتوجهون إلى المناطق الجبلية في كردستان المحاذية لتركيا، هرباً من الحرّ.
واتهمّ العراق القواّت التركية بشنّ القصف الدامي الذي أصاب منتجعاً سياحياً في قضاء زاخو.
- لم يحدث في اي بلد آخر -
ونفت أنقرة من جهتها مسؤوليتها عن الهجوم متهمةً مقاتلي حزب العمال الكردستاني PKK بالمسؤولية عنه، وهو تنظيم تصنّفه تركيا وحلفاؤها الغربيون بأنه "إرهابي"، ويشنّ تمرداً ضدّها منذ العام 1984.
في منزل متواضع ببغداد، جاء نور لتقديم التعازي في وفاة صديقه عباس علاء وكان ينتظر عودة الأسرة التي توجهت إلى المطار لاستعادة جثة المهندس الشاب البالغ من العمر 24 عامًا.
وقال "تزوج عباس قبل أسبوع واحد وكان مع زوجته في كردستان للاحتفال بشهر العسل... إنها صدمة لاصدقائه واقاربه، كانت أول رحلة له ذهب الثلثاء واستشهد الاربعاء لا يمكننا تصديق ذلك".
أ ف ب
وتابع "ذهب ليستمتع في شمال العراق وعاد شهيداً وزوجته مصابة، هذا لا يحدث في أي بلد آخر. فقط في العراق".
ولاحقا شيع العشرات من سكان الحي الذي يقطنه عباس جثمانه ووضعوا على نعشه بدلة العروس البيضاء، بحضور صحافيين من عشرات من وسائل الاعلام قبل ان يوارى الثرى في مدينة النجف في جنوب البلاد.
تشنّ أنقرة التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، عمليات عسكرية ضدّ متمردي حزب العمال المتمركز في مخيمات تدريب وقواعد خلفية له في المنطقة.
وتُفاقم العمليات العسكرية التركية في شمال العراق الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد التي تتهم تركيا بانتهاك سيادة أراضيها، رغم أنّ البلدين شريكان تجاريان هامّان.
- حرق الأعلام التركية -
وغالباً ما تستدعي بغداد السفير التركي لوزارة الخارجية للاحتجاج، لكن هذه الاجراءات تبقى معظم الوقت بدون نتيجة.
وتظاهر العشرات صباح الخميس أمام مركز لمنح تأشيرات دخول إلى تركيا، وسط اجراءات أمنية مشددة، مطالبين بطرد السفير التركي من العراق، كما أفاد مصوّر في فرانس برس.
وبثّت أغاني وطنية عبر مكبّرات صوت، فيما رفع بعض المتظاهرين لافتةً كتب عليها "أنا عراقي، أطلب طرد السفير التركي من العراق".
ودانت الخارجية الألمانية الهجوم، داعيةً إلى "النظر بشكل طارئ في الظروف وفي المسؤولية" عن القصف.
في طهران، ندد متحدّث باسم الخارجية بالهجمات، وأكّد على دعم "إيران الحازم للاستقرار والأمن" في العراق.
من بين المتظاهرين، قال علي ياسين (53 عاماً) لفرانس برس "تركيا والسفارة التركية نقول لهم يكفي"، مضيفاً "السلمية لا تفيد. حرق السفارة التركية مطلبنا بعد أن نخرج السفير التركي لأن حكومتنا لا ترد وغير قادرة".
أ ف ب
جرت تظاهرات مماثلة ليل الأربعاء في مناطق مختلفة من البلاد أمام مراكز منح تأشيرات الدخول، مثل كركوك شمالاً، والنجف وكربلاء، أكبر مدن جنوب العراق.
وحرق المتظاهرون الأعلام التركية، وقاموا بدوسها، رافعين صوراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان كتب عليها "إرهابي".
غالباً ما تأتي هذه التحركات بمبادرة من التيار الصدري، تيار الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر الذي يتمتع بقاعدة شعبية واسعة.
وصعّدت بغداد ليل الأربعاء النبرة بمطالبتها بانسحاب الجيش التركي من أراضيها. كما أعلنت السلطات العراقية استدعاء القائم بأعمالها من أنقرة "وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا"، بحسب بيان رسمي.
وجاء التنديد مباشراً من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي ندّد بارتكاب "القوات التركية مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية"، في حين استنكر رئيس الجمهورية برهم صالح "القصف التركي"، معتبراً أنه "يُمثل انتهاكاً لسيادة البلد وتهديداً للأمن القومي العراقي".
على حسابها في تويتر قدّمت السفارة التركية "العزاء على إخوتنا العراقيين الذين استشهدوا على يد منظمة PKK الإرهابية".
من جهتها، اعتبرت الخارجية التركية أنّ "مثل هذه الهجمات" تقوم بتنفيذها "منظمات إرهابية"، داعيةً في بيان العراق "ألّا يصدر إعلانات تحت تأثير البروباغندا الإرهابية".