يصادف الثلاثاء ذكرى مرور ستة أشهر على انطلاق حرب أوكرانيا. الحرب الخاطفة الأساسية انتهت مفسحة المجال أمام حرب استنزاف أبطأ في جنوب أوكرانيا. بالاستناد إلى تحليل العديد من كتّابها، تعرض "بلومبرغ" ست نقاط أساسية تظهر ما اتسمت به الحرب خلال الفترة السابقة.
حصيلة الأبرياء جسيمة
بالرغم من أن أسوأ شهر على مستوى الضحايا المدنيين أصبح خلف العالم، لا يزال مئات المدنيين الأوكرانيين يفقدون حياتهم شهرياً ويسقط عدد أكبر من الجرحى.
ملايين اللاجئين منتشرون عبر أوروبا
قبل الحرب، بلغت التقديرات بشأن أعداد اللاجئين ما بين مليون إلى 5 ملايين. كانت هذه التقديرات متحفظة. ثمة حالياً نحو 6.7 ملايين لاجئ في أوروبا من دون احتساب من عادوا إلى ديارهم.
الدعم الدولي يتضاءل
سيتحقق ذلك كلما طالت الحرب خصوصاً مع معاناة الدول في التعامل مع المشاكل الداخلية مثل ارتفاع كلفة المعيشة. في أيار، قال 42% من المستطلعين في 10 دول أوروبية إن الحكومات تولي الكثير من الاهتمام إلى أوكرانيا بالمقارنة مع مشاكلهم.
بوتين يكسب معركة الطاقة
آفاق اسواق الطاقة قاتمة. كتب خافيير بلاس أن كل المؤشرات تظهر كيف يفوز بوتين في المعركة مع استمرار كسب مئات الملايين من الدولارات يومياً بفعل بيع النفط. هذا يعني أن بإمكان موسكو التخلي عن عائدات مبيعات الغاز ووضع المزيد من الضغط على برلين وباريس ولندن. أبلت المانيا بلاء حسناً عبر ملء مخزونات الغاز لديها ويبدو أن هدفها بالوصول إلى 95% من سعة تلك المخزونات في تشرين الثاني قابل للتحقيق.
لكن تبقى المشكلة المالية بالنسبة إلى دول أخرى، كما فعلت كوسوفو عبر قطع التيار بعد أن نفد المال من الموزع لاستيراد المزيد من الطاقة من ألبانيا. يرجح أن تشهد أوروبا المزيد من هذا الوضع في الأشهر الستة المقبلة وتخطط المملكة المتحدة لقطع التيار الكهربائي في كانون الثاني.
سويسرا لا تزال محايدة، وهذا جيد
كان الحياد جزءاً من الهوية الوطنية السويسرية طوال قرون. يقول أندرياس كلوث إنه يجب عليها مواصلة اعتناق الحياد لاستضافة محادثات السلام في نهاية المطاف.
الأشهر الستة الثانية ستختلف كثيراً عن الستة الأولى
كتب هال براندس أنه بعد مرحلة خاطفة أولى انتهت بالفشل، ومرحلة ثانية حاولت فيها روسيا السيطرة على دونباس، بدأت الحرب تدخل مرحلة ثالثة تتسم بهجوم أوكراني مضاد في الجنوب. لو استطاعت كييف استعادة ما يكفي من الأراضي فسيكون الوقت لصالحها. يتعلق الأمر بالسايكولوجيا كما بالتكتيكات.
وبينما ركز بوتين على إعادة اختراع الماضي والنجاة من الحاضر لنصف عام، نسي المستقبل. لغاية اليوم، حافظ على الدعم الشعبي. سبب ذلك الأساسي أن الروس لا يتوقعون دفع ثمن هذه الحرب. لكن ذلك حتمي وسيكون الواقع مؤلماً جداً بحسب كلارا فيريرا. تواجه الدولة مستقبلاً بسلع ذات نوعية رديئة مع معايير سلامة منخفضة واستثمار أجنبي هامشي ومداخيل حقيقية متراجعة. استُبدلت "ماكدونالدز" مثلاً بـ "فكونسو إي توشكا" لكن ما من بطاطس مقلية.
إنّ أوكرانيا اليوم للأسف هي مركز محاولة بوتين اليائسة لإعادة تأكيد الهيمنة الروسية وفقاً للتقرير. من الآمن القول إن الأشهر الستة الأخيرة غيرت عدداً لا يحصى من الحيوات كما النظام العالمي. الأمر الوحيد الذي يمكن قوله بثقة إن الأشهر الستة المقبلة تهدد بفعل الأمر نفسه.