شطب البرلمان الإثيوبي الأربعاء جبهة تحرير شعب تيغراي المتمردة من القائمة الرسمية للجماعات الإرهابية، وهي خطوة رئيسية في عملية السلام عقب حرب استمرت عامين في شمال البلاد.
وقال البرلمان على فايسبوك "وافق مجلس النواب على قرار إلغاء تصنيف جبهة تحرير شعب تيغراي على قائمة الإرهاب بأغلبية الأصوات" مضيفا أن هذه الخطوة ستعزز اتفاق السلام المبرم في تشرين الثاني 2022 بين جبهة تيغراي والحكومة الفدرالية.
وأضاف "لوحظ خلال مناقشة مشروع قرار إلغاء تصنيف جبهة تحرير شعب تيغراي على أنها إرهابية، أنه أمر لا غنى عنه لدعم اتفاقية السلام المبرمة بين الحكومة الفدرالية وجبهة تحرير شعب تيغراي".
صُنّفت الجبهة التي كانت تهيمن على السياسة الإثيوبية رسمياً كمنظمة إرهابية في أيار 2021، بعد ستة أشهر من اندلاع الحرب.
وبموجب شروط اتفاق السلام الموقع في بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا، وافقت جبهة تحرير شعب تيغراي على نزع سلاحها مقابل إتاحة الوصول إلى تيغراي، التي عُزلت إلى حد كبير عن محيطها خلال الحرب.
ومنذ الاتفاق استؤنف تسليم بعض الاحتياجات الأساسية والمساعدات إلى تيغراي التي واجهت نقصًا حادًا في الغذاء والوقود والسيولة والأدوية.
وما زال الوصول إلى المنطقة التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين شخص مقيدًا، ومن المستحيل التحقق بشكل مستقل من الوضع على الأرض.
وأدت الحرب إلى مقتل عدد لا يحصى من المدنيين ونزوح أكثر من مليوني إثيوبي ومعاناة مئات الآلاف من أوضاع قريبة من المجاعة.
ويبرز تباين كبير في تقدير الخسائر البشرية، حيث تقدر الولايات المتحدة أن حوالى نصف مليون شخص لقوا حتفهم في النزاع، بينما قال مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى المنطقة أولوسيغون أوباسانجو إن عدد القتلى قد يصل إلى 600 ألف شخص.
- جرائم حرب -
ونال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد جائزة نوبل للسلام في العام 2019 لوضعه حدًا لعشرين عامًا من الحرب مع إريتريا المجاورة، واعتُبر في مرحلة ماضية قائد جيل جديد من الزعماء الأفارقة التقدميين قبل أن تسدد الحرب ضربة لسمعته في واشنطن.
والاثنين، اتَّهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، كل أطراف النزاع في تيغراي أي القوات الإثيوبية والإريترية ومتمردي جبهة تحرير شعب تيغراي بارتكاب جرائم حرب، ولكنه اتهم بصورة خاصة الجيش الفدرالي الإثيوبي والقوات المتحالفة معه أي الجيش الإريتري والقوات والمليشيات في منطقة أمهرة، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بينها "القتل والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي والاضطهاد"، من دون اتهام المتمردين في تيغراي بذلك.
من جهتها، ردّت وزارة الخارجية الإثيوبية الثلثاء في بيان، متهمة الولايات المتحدة بتبنّي "نهج انتقائي ومثير للانقسام".
ومنذ ابرام اتفاق السلام، تُستأنف ببطء خدمات الاتصالات والمصارف والكهرباء في تيغراي، مع استئناف شركة الطيران الوطنية الإثيوبية الرحلات الجوية التجارية بين أديس أبابا وميكيلي عاصمة تيغراي في كانون الأول.
واندلعت الحرب في تشرين الثاني 2020 عندما أرسل أبيي أحمد قوات إلى تيغراي بدعم من إريتريا، متهماً جبهة تحرير شعب تيغراي بمهاجمة قواعد الجيش في المنطقة.