النهار

الأطفال المهاجرون أولاً عند أبواب الولايات المتحدة
المصدر: أ ف ب
الأطفال المهاجرون أولاً عند أبواب الولايات المتحدة
مهاجرون هايتيون يسرعون بعد عبور ريو برافو لطلب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، كما شوهدوا من سيوداد خواريز بولاية تشيهواهوا في المكسيك (20 ايار 2022، أ ف ب).
A+   A-
تمكّن جوسلين مع زوجته برلين الحامل في شهرها الرابع، من الدخول بطريقة قانونية من رينوسا في شمال المكسيك إلى ماك آلن في تكساس الأميركية، ويأملان بأن يلد طفلهما الثاني في تشرين الأول أميركيًا، بعدما عانيا للبحث عن حياة أفضل خارج هايتي.

ويقول الزوجان إنهما سبق أن أُعيدا إلى بور أو برنس في 7 شباط الماضي إذ انهما يحاولان الهروب من هايتي اعتبارًا من 2015. 

ويقول جوسلين قبل عبوره من المكسيك إلى الولايات المتحدة "إذا ولد ابني هناك (في الولايات المتحدة)، فسيكون ذلك أفضل لي وله".

ويضيف الأب الذي يحمل طفلا نائما يبلغ عاميْن "وُلد طفلي الأول في تشيلي. هو يحمل الجنسية التشيلية. يمكنه العيش هناك من دون أي مشكلة. إذّا، إذا ولد ابني (في الولايات المتحدة) لن يحتاج إلى أي تأشيرة دخول!"

وتقول زوجته برلين البالغة من العمر 25 عامًا "أريد حياة مستقرّة (...) أريد حياة أفضل من أجله. عانيت كثيرًا".

وتريد العائلة جمع مبلغ 400 دولار للانضمام إلى أقاربها في ولاية جورجيا. 

لكن جوسلين يقول بحذر "الله وحده يعلم" إذا كان الطفل سيولد على الأراضي الأميركية.

- "توقيف غير عادل" -
يرتبط مصير الكثير من المهاجرين بحصول أطفالهم على الجنسية في بلدان من القارة الأميركية تكفل لهم حق الحصول على جنسيتها في حال ولدوا على أراضيها.

وتروي كارولينا (اسم مستعار) أنها هربت من تيغوسيغالبا لإنقاذ أولادها الثلاثة المراهقين من التجنيد الإجباري في صفوف عصابة مارا سالفاتروشا التي ترهب هندوراس والتي قتلت والدهم.

وولد آخر أطفالها في نيسان في تاباشولا عند الحدود بين غواتيمالا والمكسيك. وعاش الطفل ثلث حياته في الاعتقال.

وتتهم كارولينا المكتب المكسيكي للهجرة بأنه أوقفها 12 يومًا، في "عملية توقيف غير عادلة"، بحسب قولها.

وتضيف وهي في مركز استقبال للمهاجرين في ريو غراندي "كانوا يقولون إنهم لا يستطيعون ترحيلي لأن الطفل مكسيكي". 

وستمنحها سلطات الهجرة إقامة دائمة في المكسيك. لكن ذلك لا يهمّها، إذ تريد أن تنضمّ مع عائلتها إلى أب طفلها المقيم في هيوستن في ولاية تكساس.

ويؤكّد أحد أبنائها أنه جاهز ليسبح ليجتاز ريو غراندي (أو ما يُعرف بريو برافو في الجانب المكسيكي).

لكن لن يكون بحاجة إلى ذلك، إذ تمكّنت كارولينا مع أبنائها من عبور الحدود بشكل شرعي صباح السبت، رغم أمر قاض محافظ قبل يوم بالإبقاء على آلية "تايتل 42" المقيّدة لحركة الهجرة عبر الحدود البرية اتخذ في عهد دونالد ترامب.

ويرد على صورة كارولينا على تطبيق واتساب "ستعرف أيّامًا صعبة لكن لن  يمرّ يوم واحد من دون الله".

- "نحن خائفون" -
وتُشكّل النساء الحوامل والأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة، جزءًا مهمًا من أكثر من ألفي مهاجر ينتظرون في رينوسا، بحسب الصحافة المحلية وصحافة تكساس.

ويقول القس هيكتور سيلفا الذي أصبح مركزه لاستقبال المهاجرين "سندا فيدا" Senda Vida مكتظًا "لدينا الآن 200 امرأة حامل".

وأمضت باسكال (25 عامًا) وهي من هايتي وأم لطفلين الليلة في المستشفى لتلقي العلاج بعد إجهاضها في الشهر الثالث من الحمل.

وتقول "قالوا إن سبب ذلك هو التوتر"، مشيرةً إلى أنها دفعت 700 بيزوس (35 دولارا) للخدمات الطبية.

وتشير أنايلي فلوريس من منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن "هناك نساء لم يتلقّين أي متابعة طبية في الشهر السادس من حملهنّ (...) مع وصول هؤلاء النساء الجديدات، لاحظنا خلال الفحوصات التي نجريها زيادة في عدد النساء الحوامل في ثلاثة أسابيع".

بعض المهاجرين لم يصطحبوا أطفالهم، على غرار زوجين هربا من العنف في هندوراس وتركا خلفهم أولادهم  البالغين 10  أعوام و8 أعوام و18 شهرًا.

ويقولان "الأمر صعب ونحن خائفون. لكننا نثق بالله".

اقرأ في النهار Premium