النهار

جمعية الصحة العالميّة بدأت اجتماعها في جنيف: بحث في تداعيات كوفيد-19 والحرب الأوكرانيّة على العالم
المصدر: أ ف ب
جمعية الصحة العالميّة بدأت اجتماعها في جنيف: بحث في تداعيات كوفيد-19 والحرب الأوكرانيّة على العالم
مندوبون خلال افتتاح الدورة الـ75 لجمعية الصحة العالمية في جنيف (22 ايار 2022، أ ف ب).
A+   A-
باشرت الدول الأعضاء الـ194 في منظمة الصحة العالمية، الأحد، اجتماعا في جنيف للبحث خلال الأسبوع الراهن في سبل بناء نظام صحي عالمي فعّال وأكثر عدلا بعدما ظهرت أسوأ جائحة يشهدها العالم منذ قرن ثغراته وفي ظلّ التداعيات العالمية للحرب في أوكرانيا.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في الخطاب الافتتاحي للجمعيّة "أينما حلّت الحرب تلحق بها المجاعة والمرض"، مستعيداً ذكرياته كطفلٍ عايش الحرب في بلده إثيوبيا.

وشدّد غيبرييسوس على أن "السلام عنصرٌ أساسي لتأمين الصحّة" مردّداً كلمة "سلام" ثلاث مرّات. 

وستشغل الحرب في أوكرانيا جزءا من أعمال المندوبين. وقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعضاء المنظمة لاعتماد مشروع قرارٍ الثلثاء، طرحته أوكرانيا يُدين الهجمات التي تشنها موسكو على المنظومة الصحية والعواقب الخطرة للغزو والحصار المفروض على الموانئ الأوكرانية على الإمدادات العالمية والارتفاع الكبير في أسعار الحبوب.

ويقول ديبلوماسي أوروبي إنّ هذا القرار "يدين روسيا بشدّة، إلا أنّه لا ينصّ على طردها في أيّ حال من المنظّمة"، ويرى عدد من الدول أنّ التعاون الصحي هو مجال منفصل يجب الحفاظ عليه.

وشدد ماكرون على أن هذه الحرب "يجب ألا تجعلنا ننسى أن أوضاعا ملحة في مناطق أخرى من العالم يجب أن تحظى باهتمامنا، على رأسها الجائحة".

وقال رئيس جمهورية الدومينيكان "إن الاجتماع هذا يشكل فرصة تاريخية لتعزيز الهندسة العالمية للأمن والصحة".

- ميزانية محدودة -
وضمن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس التجديد له لخمس سنوات إضافية، رغم مشاكل اعترت ولايته الأولى لا سيما موقفه الذي اعتبر متساهلا جدًا حيال الصين في بداية تفشي كوفيد-19، وردّه البطيء جدًا على فضيحة استغلال جنسي ارتكبه بين 2018 و2020 عاملون لدى المنظمة في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وهو سيستمر في شغل هذا المنصب كونه المرشح الوحيد.

واعتبارًا من الاثنين، سيتعاقب وزراء الصحة في الدول الأعضاء في المنظمة على المنبر خلال أول لقاء لجمعية الصحة العالمية يُعقد حضوريًا منذ بداية الجائحة، على أن يطرح التمويل المستدام لمنظمة الصحة العالمية، أحد أكثر المواضيع دقّة وصعوبة.

وتبلغ ميزانية منظمة الصحة العالمية على سنتين حوالى 6 مليارات دولار.

ويعود سبب ذلك إلى كون المساهمات الثابتة لميزانية منظمة الصحة العالمية، أي الرسوم الإلزامية التي تدفعها الدول الأعضاء، لم تشكّل إلّا 16% من ميزانية عامي 2020-2021. أمّا الباقي، أي المساهمات الطوعية، فالتخطيط لها أصعب ويتطلّب جهودا حثيثة وغالبًا ما يحصل لأهداف محدّدة جدًا.

وستتمكّن منظمة الصحة العالمية من لعب دورها بشكل أفضل إذا رُفعت نسبة الرسوم الإلزامية إلى 50% من ميزانيتها على مدى عشر سنوات تقريبًا، لكن سيبقى عليها إجراء إصلاحات أيضًا. 

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة "ما من استثمار افضل من ذلك الذي يحصل في مجال الصحة"

- اتفاق دولي جديد -
وسمحت جائحة كوفيد-19 بالكشف عن مكامن الخلل في نظام الصحة العالمي. 

لذلك، ستنظر الجمعية في تجديد اللوائح الصحية الدولية للسماح بتوفير استجابة سريعة وفعالة أكثر لحالات الطوارئ الصحية.

وسيتوجّب على جمعية الصحة العالمية أيضًا اتّخاذ قرار بشأن إنشاء لجنة دائمة للطوارئ منبثقة عن المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية وتفعيلها في غضون 24 ساعة عند حدوث حالة طوارئ صحية دولية أي أعلى مستوى من التأهب لمنظمة الصحة العالمية.

بموازاة ذلك، أُطلق العمل على اتفاق دولي جديد حول الصحة العالمية والذي يجب أن يكون ملزمًا لمؤيديه، على أن يُكمّل اللوائح الصحية الدولية. وشُكّلت مجموعة تفاوض حكومية في كانون الأول للعمل على الاتفاق. 

وفيما بدأ تفشي مرض جدري القردة الفيروسي غير الخطر حتى الآن في أميركا الشمالية وأوروبا، يسيطر على السلطات الصحية طيف أزمة صحية جديدة محتملة واسعة النطاق. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium