النهار

في ذكرى انطلاق الحرب... أوكرانية - روسية تزوّجت دون حضور والديها!
المصدر: "النهار"
في ذكرى انطلاق الحرب... أوكرانية - روسية تزوّجت دون حضور والديها!
صورة من حفل الزفاف.
A+   A-
بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تسترجع الأوكرانية تانيا ميلز ذكرياتها ليوم 24 شباط 2022، حينما كان من المفترض أن تُسافر إلى أوكرانيا لشراء فستان زفافها ورؤية والدها الأوكراني.
 
وتزوّجت تانيا دون حضور والديها، بسبب الحرب، وفق ما نقلت شبكة "بي بي سي".
 
وتقول: "لن أنسى هذا الشعور أبداً عندما استيقظت في الرابعة صباحاً، ووصلتني رسالة نصية من والدي تفيد بأن المطارات قد أغلقت لأن روسيا قد غزت البلاد".

لم ترَ تانيا والدها منذ أكثر من عام، كما أنها تكافح أيضاً لرؤية والدتها الروسية، بسبب الحرب.
 
 نشأت تانيا في موسكو، لكنها تعيش في لندن منذ عام 2020 عندما انتقلت للحصول على درجة الماجستير، وقررت جعل بريطانيا موطناً لها.

لم تتمكن والدتها من مغادرة روسيا بسبب مشاكل التأشيرة، ولم تر والد تانيا منذ الفترة التي سبقت بدء الحرب.

وتقول تانيا إنها حاولت الاستمرار في حياتها الطبيعية ومضت قدماً في إجراءات زفافها الصيف الماضي.
 
وتضيف: "كان أمراً عاطفيا للغاية أن يعقد زفافي دون وجود والديّ، وصحبني في الممر بالحفل والد زوجي. كانت أمي تتابع المراسم عبر تطبيق "فيس تايم" لتشاهد الحفل بأكمله، وبعدها أرسلنا بعض اللقطات إلى والدي".

تقول: "شاهد الحفل وحده، وكان ذلك صعباً حقاً علينا جميعاً".
 
وتحاول تانيا الاتصال بوالديها بانتظام، لكنها تقول إنه من الصعب البقاء على اتصال بكليهما.

وتقول: "بالنسبة لوالدي، هناك انقطاع منتظم بالكهرباء ونقص في التيار الكهربائي، وفي روسيا يحدث هذا حفاظاً على سلامة أمي".

تتابع: "يرسل أبي رسالة نصية عندما تتوفر الطاقة ليقول إن كان لديه متسع من الوقت للاتصال. نتحدث لمدة دقيقة تقريباً. أما بالنسبة إلى والدتي، فيجب أن يكون الحديث عاماً جداً. عليك أن تكون حذراً بما تقوله على الهاتف، عليك أن تكون حذراً بآرائك السياسية".
 
لا تعرف تانيا متى سترى والدها، وكانت آخر مرة رأت فيها والدتها في موسكو خلال أيلول الماضي.

وتقول: "بدا الأمر وكأن شيئاً لم يتغير هناك. يذهب الناس إلى المطاعم، ويحضرون الحفلات، ويواصل الناس حياتهم".

وتقول تانيا إنه على الرغم من جواز سفرها الروسي، فإنها لا تقدر أن تصف نفسها أنها روسية أو أوكرانية.

وتقول: "أعتقد أنه من خلال الجنسية وبسبب جواز سفري، ما زلت روسية، لكنني لم أرتبط مطلقاً بصفتي الروسية. أعتقد أنني بين بين، وهذه أفضل طريقة لوصف نفسي".

وتقول إنها غير متأكدة إن كانت ستعود إلى روسيا مرة أخرى.

وتضيف: "نشأت في موسكو وكانت فترة ممتعة، لكن لسوء الحظ لن أزور روسيا أبداً، ولم أعد أشعر بالتعلق العاطفي بها، وأود قطع العلاقات قدر الإمكان".

تتابع: "إنه أمر محبط لأن جواز سفري عديم الفائدة، وأريد أن يعرف الناس أنه ليس كل الروس الذين يحملون جواز سفر يستحقون العقاب أو المعاقبة".

وتقول تانيا إن الحرب تعني أنها اضطرت إلى تقليص نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً. "اعتدت أن أكون منفتحة جداً، لكن تلقيت بعض التهديدات من أشخاص أعرفهم، واعتبرهم أصدقائي. لم أعتقد أبداً أنه سيكون لديهم رأي مخالف لرأيي".

لكن ما الذي يجعل تانيا تستمر في حياتها إن كانت غير متأكدة متى سترى والديها مرة أخرى؟

تقول: "ما يساعدني على الاستمرار هي وظيفتي التي أستمتع بها فعلاً، وزوجي، الذي يدعمني يومياً، وعائلته الرائعة، التي أصبحت عائلتي. لكن مشكلتي هي إدراكي لحقيقة اعتماد والديّ علي بشدة عاطفياً".

تضيف: "أصبح كلاهما معزولاً عن الآخر، في غضون ساعات، ولا يعرف أحدهما متى سيرى الآخر مرة أخرى".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium