يواصل الآلاف من السكان الأصليين، الخميس، الضغط على الحكومة في كيتو التي تشهد لليوم العاشر على التوالي تظاهرات أسفرت عن مقتل شخصين وجرح عشرات في مواجهة متصاعدة بين الحكومة والمحتجين.
ومنذ الإثنين، يشل العاصمة جزئيا نحو عشرة آلاف متظاهر من السكان الأصليين من جميع أنحاء البلاد يخرجون إلى الشوارع يوميًا للاحتجاج على غلاء المعيشة والمطالبة بمزيد من المساعدة الاجتماعية بينما تشهد البلاد أوضاعا تزداد صعوبة.
وهتف المتظاهرون "لاسو ارحل" في إشارة إلى رئيس الدولة غييرمو لاسو، وأحرقوا إطارات وأغصان أشجار بينما وضعت أسلاك شائكة ونشر حراس من الجيش لحماية القصر الرئاسي.
وقال اولميدو ايالا (42 عاما) لوكالة فرانس برس "نعيش أزمة اقتصادية في الريف ولا تنمية هناك ولا وظائف"، مضيفا "نحن مزارعون ونساؤنا (يعيشون من انتاج) الحليب".
- "ملطخة بالدماء" -
يقود الاحتجاجات اتحاد القوميات الأصلية في الإكوادور (كوني) الذي يتمتع بنفوذ كبير وشارك في الثورات التي أطاحت ثلاثة رؤساء بين عامي 1997 و2005 وقاد تظاهرات عنيفة في 2019 (11 قتيلا).
وهو ينظم مسيرات ويقيم حواجز منذ 13 حزيران للمطالبة بخفض أسعار الوقود.
وطالب زعيمه ليونيداس إيزا الذي يتهم الحكومة بأن "أيديها ملطخة بالدماء"، قبل أي نقاش، بإلغاء حالة الطوارئ التي فرضت في ست من مقاطعات البلاد الـ24 و"إخراج السلاح" من متنزه في كيتو تحتله الشرطة وتستخدم تقليدا كنقطة تجمع للسكان الأصليين.
أ ف ب
أ ف ب
ورفض وزير الشؤون الحكومية فرانشيسكو خيمينيس المطالب. وقال "لا يمكننا رفع حالة الطوارئ لأنها ستحرم العاصمة من الحماية". وأكد "نعرف ما حدث في تشرين الأول 2019 ولن نسمح بذلك" في إشارة إلى اجتياح البرلمان وإحراق مبنى حكومي وتضرر عدد من الممتلكات العامة.
وقال الرئيس لاسو الذي يتولى السلطة منذ أيار 2021 ويتهم المتظاهرين بالسعي إلى إسقاطه الثلثاء إنه وافق على "عملية حوار صريح ومحترم" مع الاتحاد و"منظمات مدنية أخرى".
وأعلنت الرئاسة ليل الأربعاء الخميس أن التحاليل أثبتت إصابة الرئيس بفيروس كوفيد-19 لكن "لم تظهر عليه أعراض".
وتحمل الحكومة المتظاهرين مسؤولية هجوم على مركز للشرطة في بلدة بويو بإقليم باستازا. وأضرم المهاجمون النار في المبنى ليل الثلثاء الأربعاء بينما كان عناصر الشرطة في داخله.
وقال وزير الداخلية باتريسيو كاريلو في مؤتمر صحافي في كيتو إن "ستة من ضباط الشرطة أصيبوا بجروح خطرة فيما ثلاثة منهم محتجزون كرهائن (على يد سكان أصليين) وفقد 18" آخرون. كذلك أضرمت النيران في فرع لأحد المصارف ونهبت مبان أخرى حسب وزير الداخلية.
وقتل متظاهر خلال أعمال العنف هذه وأعلنت وفاته مساء الثلثاء. وقالت الشرطة إنه اصيب خلال "تلاعبه بعبوة ناسفة" بينما ذكرت منظمة غير حكومية أنه "جرح في وجهه بقنبلة غاز مسيل للدموع على الأرجح".
وتابع وزير الداخلية أن "العنف في بويو يظهر أنهم لا يريدون الحوار". لكنه كرر دعوته "إلى حوار مع حركة السكان الأصليين وهذه المجموعات المتطرفة المسؤولة عن هذه الأعمال الجنونية".
- دعوة دولية إلى الحوار -
ذكر تحالف لمنظمات حقوق الإنسان أن تسعين جريحا على ألأقل سقطوا منذ بداية التظاهرات بينما أوقف 87 متظاهرا. لكن الشرطة قالت إن عدد الجرحى بلغ 101 شرطي وجندي وتم اعتقال ثمانين مدنيا.
وليل الاثنين الثلثاء توفي أول متظاهر بعد سقوطه لكن النيابة قررت فتح تحقيق في جريمة قتل مفترضة.
ودعا وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون نصف الكرة الأرضية الغربي براين نيكولز على تويتر الأربعاء إلى "حل سلمي وتفاوضي للاحتجاجات في الإكوادور" وطالب جميع الأطراف بالامتناع عن العنف.
وحثت منظمة الدول الأميركية على الحوار "للاستجابة لمطالب" المتظاهرين.
وإلى جانب ارتفاع أسعار الوقود يندد المتظاهرون بنقص الوظائف ومنح امتيازات التعدين في أراضي السكان الأصليين وغياب الرقابة على أسعار المنتجات الزراعية.
كذلك، يطالبون بإعادة التفاوض على ديون الفلاحين مع المصارف.
ويبلغ عدد السكان الأصليين أقل من مليون من أصل 17,7 مليون نسمة في الاكوادور.