النهار

ما الذي قد ينقذ الديموقراطيين من كارثة انتخابيّة؟
المصدر: "النهار"
الإجهاض أم السلاح أم عوامل أخرى؟
ما الذي قد ينقذ الديموقراطيين من كارثة انتخابيّة؟
الرئيس الأميركيّ جو بايدن - "أ ب"
A+   A-

لفت الخبير في الشؤون الانتخابية الأميركية تشارلي كوك إلى أنّ الديموقراطيين يأملون في أن يحفّز مزيج من إنهاء "رو ضد ويد"، والتشريع بخصوص الأسلحة، وتحقيقات لجنة السادس من كانون الثاني، الناخبين الديموقراطيين كي يحتفظوا بغرفة تشريعية واحدة في الكونغرس على الأقلّ.

لكنّ كوك يشير في "ناشونال جورنال" إلى أنّ البيانات تقترح أنّ المزيج من هذه العوامل لن يشكّل على الأرجح ترياقاً لمشاكلهم. فالجمهور يعبّر عن نسبة عالية من التشاؤم حول وجهة البلاد بفعل عدد من المؤشرات الاقتصادية المضيئة بالأحمر. فالتضخّم عند أعلى مستوياته منذ أربعين عاماً، كما انخفضت قدرة الشاري على ابتياع منزل في أيّار إلى أدنى مستوى لها منذ 2006. ويستعدّ أكثر من نصف الأميركيين وغالبية الاقتصاديين للركود في العام المقبل أو خلال الأشهر الـ18 المقبلة.

مع هذه العوامل وعدم قدرة الرئيس بايدن وديموقراطيي الكونغرس على الإيفاء ولو بجزء يسير مما وعدوا به، ثمّة الكثير مما يدعو للتشاؤم لدى الديموقراطيين. الانتخابات النصفية هي فرصة للناخبين كي يقرّروا بين "البقاء على المسار" أو"حان وقت التغيير".

يظهر التاريخ أنّهم يميلون إلى التصحيح في نصف المسار إن لم يكن لعكس تامّ لما حصل خلال السنتين السابقتين. مع ذلك، قد يكون هنالك جانب إيجابي واحد للديموقراطيين في الأفق البعيد.

لو قرّر الرئيس السابق دونالد ترامب التصرّف بعكس ما يقوله تقريباً جميع الاستراتيجيين الجمهوريين الأحياء، أي أن يعلن ترشّحه قبل الانتخابات النصفية، فقد يحفّز الناخبين الديموقراطيين بما يكفي لتخفيف خسائرهم إلى أدنى حدّ ممكن وصولاً إلى الهوامش.

ليس كوك واثقاً مما إذا كان ذلك سينقذ غالبية واحدة أو اثنتين في الكونغرس، لكن بالتأكد يمتلك هذا القرار القوّة كي يتمتع بتأثير أعظم على الانتخابات من الإجهاض والأسلحة وتحقيقات السادس من كانون الثاني مجتمعة.

على الرغم من حجم تدنّي شعبية بايدن في الوقت الراهن، لا يزال الرئيس الحالي يتفوّق على ترامب في جميع الاستطلاعات التي تفاضل بينهما. ويضيف الكاتب أنّ ترامب هو الجمهوري الوحيد الذي يمتلك معه بايدن فرصة جيّدة لإلحاق الهزيمة به لو قرّر الترشّح مجدّداً إلى الانتخابات. ويبدو أن هنالك نحو 30 في المئة من الجمهوريين الذين يدرسون بدائل عن ترامب وفقاً لاستطلاع حديث أجرته "نيويورك تايمس" بالتعاون مع جامعة سيينا.

من الواضح أنّ الديموقراطيين بحاجة إلى جعل هذه الانتخابات تتمحور حول أيّ موضوع باستثناء بايدن ووجهة الاقتصاد.

قبل انتخابات 2010، كان الجمهوريون يسيطرون على تسع ولايات بشكل كامل (الحاكمية والمجالس التشريعية)، والديموقراطيون على ستّ عشرة. بعد تلك الانتخابات، سيطر الجمهوريون على 21 ولاية كاملة والديموقراطيون على 10. اليوم، يملك الجمهوريون 23 ولاية والديموقراطيون 14.

لا يستطيع الديموقراطيون تحمّل انتخابات نصفية كارثية أخرى، لكن يبدو أنّ الأخيرة تلوح في الأفق. السؤال بحسب الكاتب هو هل سيؤمّن لهم دونالد ترامب منفذاً؟

 

اقرأ في النهار Premium