ونجح شي خلال عقد في تحويل الصين إلى ثاني قوة اقتصادية في العالم وتشكيل جيش هو من الأقوى في العالم.
وبالرغم من تركيز السلطات بشكل شبه تام بين يديه، يواجه الرئيس تباطؤاً اقتصادياً قوياً نتج بصورة خاصة عن سياسة "صفر كوفيد" التي اتبعها مع ما تضمنته من تدابير إغلاق وحجر متواصلة، وتفاقم الخلافات والخصومة مع الولايات المتحدة وانتقادات دولية على صعيد حقوق الإنسان.
واختتم الحزب الشيوعي مؤتمره العشرين السبت بعد أسبوع من المداولات في جلسات مغلقة، بتجديد 65% من أعضاء اللجنة المركزية التي تعتبر بمثابة برلمان داخلي للحزب، بحسب تقديرات وكالة فرانس برس.
وخلال اجتماعهم الأول صباح الأحد، عين أعضاء اللجنة المركزية الـ205 وبينهم 11 امرأة فقط، الممثلين الـ25 في المكتب السياسي، هيئة القرار في الحزب الشيوعي الصيني.
ولأوّل مرة منذ 25 عاماً، لا يضم المكتب السياسي أي امرأة خلفا لسان شونلان، المرأة الوحيدة بين أعضاء المكتب السابق والتي تقاعدت.
كما عيّن المكتب السياسي صباح الأحد اللجنة الدائمة الجديدة، الهيئة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في الصين.
واللجنة الدائمة الجديدة بقيادة شي جينبينغ تتألف حصراً من حلفاء مقربين من الأمين العام.
ويبدو أن رئيس الحزب في شانغهاي لي كيانغ سيكون رئيس الوزراء المقبل، رغم إدارته الفوضوية للإغلاق المطوّل المفروض على المدينة في الربيع الماضي. وسيخلف بذلك لي كه تشيانغ الذي سيتقاعد.
وتؤكد اللجنة الدائمة الجديدة هيمنة شي جينبينغ على السلطة السياسيةـ برأي محللين.
وقال ألفريد وو مولوان خبير السياسة الصينية في جامعة سنغافورة الوطنية: "كلهم رجال شي، هذا يظهر أنه يعتزم أن يحكم لأطول من ولاية ثالثة"، وبالتالي إلى ما بعد 2027.
وتوقع ويلي لام الخبير في مسائل الحزب الشيوعي الصيني في الجامعة الصينية في "هونغ كونغ "هيمنة غير متكافئة إلى حد غير اعتيادي لفصيل واحد هو فصيل شي جينبينغ".
وبعيداً عن التجانس الظاهري، ينقسم الحزب الشيوعي الصيني داخليا إلى عدة تيارات متخاصمة، برأي خبراء في شؤون الصين.
وكانت تجري حتى الآن تسويات حول توزيع المناصب، ومن أبرز المثال عليها تعيين شي جينبينغ نفسه.
ومع تعذر التوصل إلى توافق حول مرشح في 2012، عمدت مختلف فصائل الحزب في نهاية المطاف إلى تعيينه كمرشح توافقيّ.
غير أنه فاجأ الجميع لاحقاً بإزالة خصومه للإمساك تدريجياً بكامل السلطات على رأس الحزب والبلد، قامعاً بشدة أي معارضة.
وبحصوله على ولاية ثالثة على رأس الحزب، ضمن شي الفوز بولاية رئاسية ثالثة في آذار المقبل.
وسعياً للبقاء في السلطة، أجرى شي في 2018 تعديلاً دستورياً ألغى بموجبه حد الولايتين المفروض على الرئيس.
وفي ختام المؤتمر، أكدّ الحزب الشيوعي "الموقع المحوري" لشي جينبينغ.
وتخلّل المراسم التي جرت وفق سيناريو محكم الإعداد، حادث غير متوقع إذ تم اقتياد الرئيس السابق الإصلاحي هو جينتاو السبت خارج القاعة.
وحض موظفون هو البالغ 79 عاما والذي ترأس الصين بين 2003 و2014 على النهوض من مقعده المجاور لمقعد شي وأخرجوه مرغما على ما ظهر من القاعة.
وبعد صمت طويل من وسائل الإعلام الرسمية بهذا الشأن، أكدت وكالة الصين الجديدة أنّ هو جينتاو "لم يكن بخير".
وكتبت الوكالة عبر "تويتر" رغم حجب الموقع في الصين، "أصرّ هو جينتاو على حضور حفل الختام... رغم أنه احتاج إلى وقت ليتعافى أخيراً". وأضافت: "حين شعر بأنه ليس بخير خلال الجلسة، رافقه فريقه الى قاعة محاذية ليستريح. إنه في حال أفضل بكثير الآن".