عندما صوّت هارون أبو بكر، وهو بائع أحذية في نيجيريا، للرئيس محمد بخاري في انتخابات 2015 ثم في 2019، كان واحدا من ملايين يعيشون في شمال البلاد اعتقدوا أن الجنرال الانقلابي السابق سيعيد وضع البلاد على السكة الصحيحة.
أدّت مدينة كانو، وهي ثاني مدن نيجيريا والرئة الاقتصادية للشمال المسلم، دوراً رئيسياً في انتخاب الرئيس بخاري وإعادة انتخابه، بعدما وعد بمحاربة المتطرّفين والفساد.
ولكن بعد ولايتين شهدتا تفاقماً لانعدام الأمن والفقر، لن يصوت أبو بكر السبت للحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية.
ولطالما شكلت كانو معقلاً لبخاري المتحدر من ولاية كاتسينا المجاورة.
وفي حين لم يترشح بخاري (80 عاماً) حالياً لولاية ثالثة التزاما بما ينص عليه الدستور، يتنافس أبرز المرشحين على استقطاب قاعدة الناخبين الكبيرة التي صوتت له في السابق.
وقال أبو بكر "منحناه فرصة ثانية لتحسين الأوضاع. ولكن حدث العكس. هناك مزيد من انعدام الأمن والناس تعاني".
نحو 93 مليون ناخب مدعوون للإدلاء بأصواتهم في 25 شباط لانتخاب خلف لبخاري، في وقت تعاني البلاد أعمال عنف جهادية وإجرامية وانفصالية، وأزمة اقتصادية خطيرة.
وتشهد الانتخابات الرئاسية منافسة شرسة غير مسبوقة في التاريخ الديموقراطي لنيجيريا، بين ثلاثة مرشحين يعتبرون الأوفر حظاً من بين 18 مرشحاً. ويسعى هؤلاء إلى استقطاب أصوات الشمال للفوز.
- "من يفوز ومن يخسر" -
من أبرز المتنافسين الحاكم السابق للاغوس بولا أحمد تينوبو من حزب مؤتمر التقدميين الحاكم، ونائب الرئيس السابق عتيق أبو بكر من حزب الشعب الديموقراطي المُعارض. وظهر في مواجهتهما مرشح قوي ثالث هو بيتر أوبي من حزب العمال، وأحدث مفاجأة خصوصًا أنه يتمتّع بشعبية عالية في صفوف الشباب.
ومن أجل الفوز في الانتخابات، يجب أن يفوز مرشح بأغلبية الأصوات وبـ25% على الأقل من الأصوات في ثلثَي المحافظات البالغ عددها 36.
وتنقسم البلاد بالتساوي تقريبًا بين شمال يغلب عليه المسلمون وجنوب تقطنه أغلبية مسيحية، ويصوت النيجيريون عمومًا على أسس عرقية ودينية.
وعادة ما تكون نسبة المشاركة في الانتخابات أعلى في الشمال، ما يجذب المرشحين إلى هذه المنطقة.
وزاد السباق الشرس بين المتنافسين الثلاثة الأوفر حظاً، من أهمية استقطاب أصوات ولاية كانو التي تضم أكبر عدد من الناخبين المسجلين (5,9 ملايين ناخب) بعد لاغوس (7 ملايين).
وقال الأستاذ في جامعة ولاية كانو، كبيرو صوفي "يعتمد الجميع على كانو لتغيير الواقع أو تقرير ما يحدث في السياسة، ومن يفوز ومن يخسر". وتابع "من هنا المعركة".
- الرجل الرابع -
لن يكون من السهل الحصول على أصوات كانو لأن حاكم الولاية السابق رابيو كوانكواسو مرشح أيضًا ويتمتع بشعبية كبيرة.
كان كوانكواسو عضواً سابقاً في حزب الشعب الديموقراطي وانشق عنه منذ عام لينضم إلى حزب صغير.
وفي حين لا يعتبر كوانكواسو من المرشحين الأوفر حظاً في السباق الرئاسي إلا أن نفوذه في كانو والشمال قد يُعقِّد الأمور بالنسبة للمرشحين الثلاثة الرئيسيين.
وقال عبد العزيز محمد جيغا وهو عامل في قطاع النسيج في كانو "لن أصوت لحزب مؤتمر التقدميين الحاكم. سأصوت للمهارة، أي لكوانكواسو".
ويشكل انعدام الأمن والاقتصاد العنوانين الرئيسيين في الانتخابات. وزاد نقص السيولة النقدية مؤخراً من أعباء النيجيريين. وتشكلت طوابير طويلة أمام المصارف واندلعت اضطرابات عديدة في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في كانو، وأضفى ذلك مزيدا من الضبابية على نتيجة الانتخابات.
وقال هارون أبو بكر "سأصوت، لكنني لم أقرر لمن بعد".