النهار

هجمات روسيّة في شرق أوكرانيا بعد أنباء عن تباطؤ المعارك في باخموت
المصدر: رويترز
هجمات روسيّة في شرق أوكرانيا بعد أنباء عن تباطؤ المعارك في باخموت
جندي أوكراني جريح يُنقل بعيدا عن خط الجبهة بالقرب من باخموت (23 آذار 2023، أ ف ب).
A+   A-
هاجمت القوات الروسية الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجبهة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، اليوم الجمعة، استمرارا لهجماتها على الرغم من تأكيدات كييف بتباطؤ ضغط موسكو بالقرب من مدينة باخموت.

ووصفت تقارير عسكرية أوكرانية قتالا مكثفا في القطاع الشمالي من خط الجبهة الممتد من ليمان إلى كوبيانسك، وكذلك في الجنوب في أفدييفكا على أطراف مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.

والمنطقتان ضمن الأهداف الروسية الرئيسية لهجمات شنتها خلال الشتاء للسيطرة بالكامل على منطقة دونباس الصناعية في أوكرانيا. ولم يسفر الهجوم الروسي حتى الآن سوى عن مكاسب طفيفة على الرغم من مقتل آلاف الجنود من الجانبين في المعركة الأكثر دموية في الحرب.

وفي موقع للمدفعية الأوكرانية في غابات الصنوبر الخصبة خلف الجزء الشمالي من الجبهة، أطلقت القوات قذائف عيار 155 ملليمترا من مدفع هاوتزر تي.آر.إف-1 الفرنسي باتجاه طريق سريع يستخدم لنقل الإمداد إلى معقل كريمينا الذي تسيطر عليه القوات الروسية.

وقال جندي لرويترز "لحسن الحظ نحتفظ بالموقع نفسه... لأننا نواجه عدوا قويا جدا لديه أسلحة جيدة جدا. وهو جيش محترف: قوات محمولة جوا".

وعندما وصلت الأوامر مصحوبة بالإحداثيات، هرع أفراد الطاقم إلى مواقعهم حول المدفع وأزالوا التمويه وصوبوا ووضعوا الذخيرة وأطلقوا النار. وبعد ثلاث مرات إطلاق أنزلوا اسطوانة المدفع وغطوها مرة أخرى وعادوا إلى المخابئ في الغابة لانتظار المزيد من الأوامر. وسمع دوي نيران المدفعية والأسلحة الصغيرة من مسافة بعيدة.

قصف لا يتوقف
لم تتزحزح الخطوط الأمامية في أوكرانيا تقريبا منذ تشرين الثاني على الرغم من المعركة الأكثر دموية في الحرب.
 
واستعادت أوكرانيا مساحات شاسعة من أراضيها في النصف الثاني من عام 2022، لكنها ظلت منذ ذلك الحين في موقف دفاعي في الغالب، بينما شنت روسيا هجومها الكبير بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم والمدانين الذين تم تجنيدهم من السجن في قوات المرتزقة.

ومع الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع، صار السؤال الرئيسي في أوكرانيا هو إلى أي مدى زمني يمكن لروسيا أن تستمر في هجومها الكبير، ومتى يمكن لأوكرانيا أن تقلب الأوضاع بهجوم مضاد قيد التخطيط الآن وما إذا كان بإمكانها ذلك.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أمس الخميس إن الهجوم الروسي على مدينة باخموت الصغيرة التي كانت محور أكبر معركة في الحرب، يتباطأ على ما يبدو وإن كييف يمكن أن تبدأ الهجوم "قريبا جدا".

ولا تزال القوات الأوكرانية حاليا تركز على منع الروس من التقدم على طول جبهة دونباس الممتدة لأكثر من 300 كيلومتر من كوبيانسك في الشمال إلى فوليدار في الجنوب.

وقال أولكسي دميتراشكيفسكي المتحدث باسم قيادة تافريا العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن المناطق الجنوبية "حاول العدو طوال يوم أمس الهجوم في اتجاه أفدييفكا... قصف أفدييفكا لا يتوقف -مدفعية وصواريخ وقذائف هاون. إنه لأمر محزن أن نرى كيف يعيش الناس هناك الذين لا يريدون المغادرة، فهم في الغالب من كبار السن".

وقال سيرهي شيريفاتي المتحدث باسم القيادة الشرقية المسؤولة عن خط المواجهة شمالا إن روسيا ركزت بشكل رئيسي في الآونة الأخيرة على الجزء الممتد من كوبيانسكك إلى ليمان الذي استعادته القوات الأوكرانية العام الماضي.

وذكر المتحدثان أن القوات الروسية تعزز وحداتها بعد أن تكبدت خسائر فادحة. ولم يرد تحديث مماثل بشأن القتال في المنطقة من الجانب الروسي، الذي قال منذ فترة طويلة إنه يكبد الصفوف الأوكرانية خسائر فادحة.

وقال مسؤولون محليون في كوستيانتينيفكا غرب باخموت إن صاروخا روسيا سقط على ملجأ يوفر الحماية والدفء للمدنيين، مما أسفر عن مقتل ثلاث نساء على الأقل. وأظهرت الصور، التي نشرتها خدمات الطوارئ حطام الملجأ. ولم يصدر رد روسي حتى الآن على هذه التقارير.

وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القصف الروسي في منطقة سومي في الشمال أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وألحق أضرارا بمبنى إداري ومبنى مدرسة ومبان سكنية.

وقالت روسيا إن قواتها دمرت حظيرة للطائرات الأوكرانية المسيرة في منطقة أوديسا في الجنوب.

وغزت روسيا جارتها أوكرانيا في شباط 2022 في ما وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة"، قائلة إن علاقات أوكرانيا مع الغرب تشكل تهديدا أمنيا. ومنذ ذلك الحين قتل عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين والجنود من الجانبين.

ودمرت روسيا مدنا أوكرانية وأجبرت ملايين الأشخاص على الفرار. وتقول إنها ضمت ما يقرب من خُمس أوكرانيا. وتصف كييف والغرب الحرب بأنها هجوم غير مبرر لإخضاع دولة مستقلة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium