النهار

ما هو تحالف "كواد" الرباعي؟
عناصر الشرطة بالقرب من مكتب رئيس الوزراء الياباني حيث تُعقد قمة "كواد" في طوكيو (24 أيار 2022 - أ ف ب).
A+   A-
اجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة والهند وأوستراليا واليابان في طوكيو اليوم، في إطار الاتفاق الرباعي (كواد) بهدف تعزيز التحالف الذي أُطلق لمواجهة توسّع نفوذ الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
 
شهد التحالف تقلّبات في السنوات الماضية لكنّه اكتسب زخماً جديداً في أعقاب اشتباكات حدودية بين الهند والصين في 2020 وبعد تصعيد في المواجهات الديبلوماسية والتجارية بين أوستراليا وبيجينغ.
 
تقول الدول الأعضاء إنّ التحالف ليس "ناتو آسيوي"، وتعتبره مجموعة يمكن أن تقدّم لدول أخرى في المنطقة بديلاً عن الصين في مجالات مثل مكافحة كوفيد-19 والإغاثة من الكوارث والأمن المعلوماتي.
 
 
جذور تعود إلى ما بعد تسونامي 2004
اجتمعت هذه الدول الأربع للمرة الأولى لتوحيد عمليات الإغاثة بعدما تسبب زلزال ضرب إندونيسيا في 26 كانون الثاني 2004 تبعه تسونامي على طول الساحل الشرقي للهند، ما أسفر عن مقتل نحو 230 ألف شخص.
 
وبعد ثلاث سنوات، شكّلت الدول الأربع "الحوار الأمني الرباعي". ويُعدّ رئيس الوزراء الياباني آنذاك، شينزو آبي، بمثابة قوة الدفع في ذلك الجهد.
 
كانت المهمّة الرئيسية للتحالف الرباعي إجراء مناورات بحرية مشتركة كجزء من تدريبات مالابار الثنائية القائمة بين الولايات المتحدة والهند.
 
لكن في العام التالي، انسحب رئيس الوزراء الأوسترالي آنذاك كيفن راد من التحالف إذ لم يكن يريد أن تكون بلاده جزءاً من مجموعة يُنظر إليها على أنّها تتحدّى الصين التي أصبحت شريكاً اقتصادياً مهمّاً لأوستراليا.
 
 
عودة أوستراليا
بعد عقد، دفعت المحاولات الصينية المتزايدة لبناء شبكات إقليمية وتوسيع نفوذها العسكري، خصوصاً في بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى خوضها اشتباكات عنيفة مع الهند، بالدول الأربع إلى إعادة إحياء التحالف مع التزام أقوى من كانبيرا هذه المرة.
 
شاركت هذه الدول في تدريبات مالابار 2020 ما عزّز صورة المجموعة على أنها تحالف عسكري. وردّت الصين معتبرة التحالف تجمّعاً على غرار منظمات الحرب الباردة يسعى لاحتواء الصين. وشبّه وزير الخارجية وانغ لي التحالف بـ"زبد المحيط" التي تحدث أمواجاً لكنّها سرعان ما تتبدّد.
 
 
بصمة بايدن
في وقت بذلت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعض الجهود للحفاظ على التحالف الرباعي، ذهب جو بايدن إلى أبعد من ذلك وعقد أول قمّة لقادة هذا التحالف افتراضياً في آذار 2021، بعد أسابيع فقط من توليه الرئاسة الأميركية.
 
وفي أيلول 2021، التقى الأربعة حضورياً في واشنطن، ما أدّى إلى تعزيز التحالف، لكن من دون الإعلان عن قيام ائتلاف رسميّ.
 
وكان ذلك بمثابة مثال على استراتيجية واشنطن الجديدة لبناء ائتلافات مع دول ومؤسسات حول أهداف مشتركة محدّدة بدلاً من تحالفات عسكرية تقليدية. وذلك يعني، بحسب واشنطن، أنّ بإمكان التحالف العمل مع مجموعات أخرى مثل "رابطة دول جنوب شرق آسيا" (آسيان)، عندما تلتقي مصالحهما.
 
 
استمالة الهند
بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأوستراليا واليابان، يُعتبر التحالف الرباعي أداة لاستمالة الهند التي كانت تقليدياً تتميّز بوضعها كقوة غير منحازة في معارك القوى العظمى.
 
لكنّ النزاع الدامي الذي تفجّر في 2019 على حدودها مع الصين في منطقة الهيملايا، ربّما ساهم في تغيير ذلك. غير أنّ الهند، وفي إشارتها إلى "الحياد"، تواصل تقديم دعم مادّيّ لروسيا وسط غزوها لأوكرانيا، ما يخلق مصدر احتكاك جديد.
 
يذكر أنّ الهند هي "العضو الحيوي والحاسم في التحالف الرباعي"، كما صرّح في تشرين الثاني كيرت كامبل المسؤول عن الأمن القومي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في البيت الأبيض.
 
وفي خطّتها الإستراتيجية للمنطقة، توقّفت الولايات المتحدة عن استخدام عبارة "آسيا والمحيط الهادئ" واستبدلتها بعبارة "المحيطان الهندي والهادئ".
 
 
لقاحات وتغيّر المناخ
يؤكّد مسؤولون من الدول الأربع أنّ التحالف هو أكثر من مجرّد مسألة دفاعية. ولا تدفع أيّ منها في اتّجاه تشكيل تحالف رسميّ، فالهند، بحسب محليّين، لا تزال قلقة من ذلك، وهناك شكوك من احتمال أن يمثل ذلك تحديّاً فعليّاً لقوّة بيجينغ العسكرية في أيّ حال.
 
في المقابل، يريد أعضاء التحالف تطوير إجراءات في إطار سياسة "القوة الناعمة" تقدّم لبقية المنطقة تبايناً مع الصين الاستبدادية.
 
وساهمت جائحة كوفيد-19 في إعطاء الاجتماع معنى أكبر يتجاوز محاولة احتواء الصين. واستغلت الدول الأربع هذا الإطار للتعهّد بتوزيع 1,3 مليار لقاح مضاد لكوفيد-19 سُلّم 485 مليوناً منها حتى الآن.
 
كذلك، تناقش الدول مسائل أخرى مثل النقل البحري "النظيف" ومكافحة تغير المناخ وإنشاء بنية تحتية أكثر أماناً لتكنولوجيا المعلومات والإنترنت.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium