شارك آلاف الرجال والنساء، الثلثاء، في مراسم تشييع صياد خدائي، العقيد في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتيل قرب منزله الأحد، مرددين شعارات منددة بالولايات المتحدة وإسرائيل، وفق ما أفاد صحافيون في فرانس برس.
نعى الحرس خدائي "شهيدا" بعد إطلاق مسلّحين يستقلان دراجة نارية خمس طلقات باتجاهه وهو في سيارته قرب منزله بشرق طهران، محمّلا المسؤولية لعناصر مرتبطين بـ"الاستكبار العالمي"، في إشارة للولايات المتحدة وحلفائها، تتقدمهم اسرائيل العدو الاقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية.
وأكد الحرس أن صياد خدائي كان من "المدافعين عن المراقد المقدسة (مدافع حرم)"، وهي العبارة المستخدمة للإشارة الى أفراده الذين أدوا مهاما في نزاعي سوريا والعراق.
وتؤكد طهران تواجد عناصر من قواتها المسلحة بصفة استشارية في كل من العراق لمواجهة العناصر "التكفيرية" خصوصا تنظيم الدولة الإسلامية، وفي سوريا لمساندة قوات الرئيس بشار الأسد في مواجهة المجموعات المسلحة في النزاع الدائر في بلاده منذ 2011.
وكشف التلفزيون الرسمي اليوم أن صياد خدائي كان من كوادر فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس، وهو من مواليد العام 1972 في محافظة أذربيجان الشرقية بشمال غرب إيران.
تجمع آلاف الإيرانيين اعتبارا من الساعة 08,30 الثلثاء (04,00 ت غ) في ساحة الإمام الحسين وسط طهران للمشاركة في مراسم التشييع التي بدأت بالنشيد الوطني وتلاوات قرآنية، وتخللتها أناشيد أداها مدّاحون، أشادوا فيها بالمدافعين عن المراقد الذين قتلوا في مراحل سابقة.
وشارك في التشييع قادة عسكريون منهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي وقائد فيلق القدس العميد اسماعيل قاآني.
وأمّ الصلاة على الجثمان إمام جمعة طهران كاظم صدّيقي، قبل أن يتم نقله على متن عربة عسكرية تحمل صورته، من ساحة الإمام الحسين الى ساحة الشهداء القريبة من مكان اغتياله.
ورافق المشيّعون النعش الذي لفّ بالعلم الإيراني، وتدافع كثيرون للمسه وسط تأثر بالغ. وردّد المشيّعون عبارات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، بينما رفع البعض رايات كتب عليها "يا حسين".
ورفع مشيّعون صور صياد خدائي بالزي العسكري، بينما حمل آخرون صور ضحايا "حرب الدفاع المقدس"، أي الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988).
ورفعت على طريق مسيرة النعش، لوحات كتب فيها "انتقام سخت" ("الثأر الشديد")، وتضمنت أيضا صورة اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع عام 2020.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكد الإثنين حتمية الثأر للاغتيال، وهو أبرز استهداف معلن لشخصية إيرانية على أراضي الجمهورية الإسلامية منذ 2020، حين قتل العالم النووي البارز محسن فخري زاده.
واتهمت طهران اسرائيل بالعملية.
وأوضح التلفزيون الرسمي أن صياد خدائي المتحدّر من مدينة ميانه بمحافظة أذربيجان الشرقية، سيوارى الثرى في ركن الشهداء بمقبرة بهشت زهرا (جنة الزهراء) في جنوب طهران.