النهار

هل انتهت "مغامرة ماكرون"؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب).
A+   A-

غيّرت الانتخابات التشريعية الفرنسية المشهد السياسي الداخلي إلى حد بعيد. في هذا الإطار، تساءل كولن راندال في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية عما إذا كانت "مغامرة ماكرون" قد انتهت فعلاً.

لقد حض الرئيس الفرنسي الناخبين على تجديد ثقتهم بحكومته الوسطية ورفض التطرفين في اليسار واليمين. لكن ذلك كان بمثابة سوء تقدير كبير للمزاج العام الفرنسي.

في فرنسا، يرتبط عادة تصنيف "التطرف" برئيسة "التجمع الوطني" مارين لوبن وبرئيس "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلانشون. لكن أصبح التطرف الأمر الطبيعي الجديد في فرنسا بحسب راندال. حصل "التجمع الوطني" و"الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد" (نوب) على عدد أصوات أكبر بمليوني صوت مما حصل عليه التحالف الماكروني.

بحسب الكاتب نفسه، يتمتع كلا الراديكاليَّين بالكاريزما. إن سياساتهما الشعبوية التي شملت وعوداً بالوقوف ضد رفع سن التقاعد وتقديم مساعدة سخية لناخبي الطبقة العاملة التي تعاني من أسعار مرتفعة تخطت أي شكوك.

حذر الوسطيون من أن الإنفاق والسياسات الحمائية غير متجانسة اقتصادياً. لكن شعر الكثير من الناخبين بأنهم لن يكونوا في حال أسوأ مما يشعرون به في ظل حكومة ماكرون.

على الصعيد الشخصي، كشفت الانتخابات التتشريعية استياء عاماً من الرئيس. هنالك كثر معجبون به بلا شك، لكن آخرين يرون فيه نخبوياً متغطرساً بعيداً من اهتمامات المواطنين اليومية.

هو مثير للإعجاب إلى حد كبير على المستوى الدولي، مع اتباعه مزيج العصا والجزرة من الديبلوماسية والكلمات القاسية والعقوبات بعد غزو أوكرانيا بما يثير حماسة كثر في فرنسا. لكن سمات رجل الدولة لم تكن كافية لحمايته من الغضب بسبب التضخم وغياب الثقة بسياساته تجاه الجرائم والهجرة.

تحدثت لوبن عن نهاية "مغامرة ماكرون" وتحول حكومته إلى حكومة أقلية. ليس واضحاً ما سيحصل بالنسبة إلى تيار ماكرون الذي دمج عناصر من اليسار والوسط واليمين لتغيير المشهد السياسي الفرنسي سنة 2017.

تعترف رئيسة الوزراء إليزابيت بورن بأن الوضع "غير مسبوق" وبأن البرلمان لم يشهد أي ترتيب كهذا في الجمهورية الخامسة. وقالت إن حزبها سيعمل على بناء أكثرية عمل. يرى الكتب أن مثلاً مفيداً للعمل قد يتجلى في جهد لتشجيع المزيد من الناس على استخدام العنوان الجديد لحزب ماكرون، "النهضة". بالنظر إلى حجم إعادة البناء المطلوب بعد رفض سياسي مؤذ، يبدو أن هذا الاسم أكثر ملاءمة من "الجمهورية إلى الأمام" وفقاً للكاتب.

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium