أعلنت الحكومة الأفغانية، الجمعة، أن أحد آخر المعتقلين الأفغان في سجن غوانتانامو العسكري الأميركي أُفرج عنه بعدما أمضى فيه 15 عامًا، بعد مفاوضات بين كابول وواشنطن.
حُرر مئات السجناء، منهم من كان ينتمي إلى حركة طالبان ويشغلون حاليًا مناصب وزارية في أفغانستان، من غوانتانامو على مرّ السنوات. لكن كان أسد الله هارون ما زال سجينًا حتى الآن، من دون أن توجّه أي تهمة إليه.
وحصلت عملية الإفراج بعد حديث "مباشر وايجابي" بين سلطات طالبان وواشنطن، حسبما قال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان.
وأصبح هارون الآن في قطر، حسبما قال لوكالة فرانس برس شقيقه رومان خان في بيشاور في غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان حيث يعيش أفراد عائلته بصفة لاجئين.
وقال خان إن خبر الإفراج أسد الله هارون "مثل عيد الفطر في منزلنا، كأنه زفاف. إنها لحظات مليئة بالتأثر لنا جميعًا".
وأضاف "كانت الاتهامات بحقه خاطئة وتحريره يدلّ على أنه كان بريئًا. لكن من سيعيد له سنوات حياته التي ضاعت منه؟"
أسد الله هارون، الأربعيني حاليًا، كان يعمل في بيع العسل. وعندما تمّ توقيفه، كان مسافرًا من بيشاور إلى جلال أباد في شرق أفغانستان.
وسُجن في حزيران 2007 في غوانتانامو إذ اتّهمه الأميركيون بأنه قائد في الحزب الإسلامي ورسول لتنظيم القاعدة.
وتؤكّد عائلة هارون انتماءه إلى الحزب الإسلامي، لكنها تنفي أي صلة له بتنظيم القاعدة.
وكان مجلس مراجعة القضايا في سجن غوانتانامو قد رفض طلب الإفراج عن أسد الله هارون في العام 2020، قبل أن يقبل به في تشرين الأول الماضي.
وبرر المجلس قرار الإفراج عن هارون بأن "دوره لم يكن دورًا قياديًا في المنظمة المتطرّفة" التي كان ينتمي إليها، بالإضافة إلى "افتقاره إلى أساس ايديولوجي واضح لأفعاله السابقة (...) والأسف الذي أعرب عنه".
وبعد الإفراج عن أسد الله هارون، لم يبقَ إلّا معتقلًا أفغانيًا واحدًا في غوانتانامو، هو محمد رحيم الذي وصل إلى السجن في آذار 2008. وكانت وكالة المخابرات المركزية "سي آي ايه" قد اتهمته بأنه مقرّب من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
افتُتح سجن غوانتانامو الأميركي الشهير في كوبا بعد هجمات 11 أيلول 2001 في إطار "الحرب على الإرهاب". ودخل إليه نحو 780 سجينًا.
وأُفرج عن غالبيتهم وبعضهم أمضى عشرة أعوام قبل الإفراج عنهم دون إدانتهم. لكن كان لا يزال داخل السجن 37 معتقلًا في نيسان، بحسب البنتاغون.