أشار الأكاديمي المتميز في "المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي" كيفن ترنبيرث إلى أن انتقال الدول من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة الخضراء كان بطيئاً بسبب البنية التحتية الهائلة والمكلفة للطاقة الأحفورية، والأموال الهائلة التي أنفقت لشراء نفوذ السياسيين.
كتب ترنبيرث في موقع "ذا كونفرسايشن" أنه بدلاً من قطع انبعاثات غازات الدفيئة عمدت الشركات والحكومات إلى البحث عن بدائل. تتضمن الأخيرة الهندسة الجيولوجية وتنظيف الهواء من الكربون وتخزينه وزرع الأشجار.
الهندسة الجيولوجية
تعني الهندسة الجيولوجية "إدارة الإشعاع الشمسي" التي تحاكي البراكين في إضافة جسيمات إلى طبقة الستراتوسفير لعكس الإشعاع الشمسي نحو الفضاء وتبريد الأرض. قد تعمل هذه الطريقة جزئياً لكن سيكون لديها آثار سلبية مقلقة.
فبين الإشعاع الآتي والإشعاع الخارج من الأرض يدور نظام مناخي وهيدرولوجي كامل. لقد أدى آخر ثوران بركاني هائل في جبل بيناتوبو سنة 1991 إلى إرسال ما يكفي من ثاني أوكسيد الكبريت إلى الستراتوسفير لإنتاج تبريد متواضع لكنه تسبب أيضاً بفقدان هطول الأمطار فوق البر.
التقاط الكربون
تمت محاولة التقاط الكربون وتخزينه وأجريت أبحاث عليه لأكثر من عقد لكن تكاليفه باهظة. هنالك فقط حوالي 12 منشأة صناعية في أميركا تلتقط انبعاثات الكربون ومعظمها مستخدم لتعزيز التنقيب عن النفط. وتستخدم هذه التقنية الكثير من الطاقة حتى لو تمكن العلماء من تشغيلها عبر الطاقة المتجددة.
حل ثالث؟
زراعة الأشجار منخفضة الكلفة نسبياً. لكن الأشجار ليست دائمة. تتحلل الأوراق والأشجار وتحترق الغابات. وأظهرت دراسات حديثة أن خطر الجفاف والحرائق والحشرات على الغابات سيكون أكبر من المتوقع مع زيادة الاحترار.
أكلاف الحلول الثلاثة
تسارع متوسط الزيادة السنوية في تركز ثاني أوكسيد الكربون من جزء واحد لكل مليون في الستينات إلى 1.5 في التسعينات إلى 2.5 منذ 2010. هذه الزيادة، على الرغم من الجائحة ومحاولات خفض الانبعاثات تظهر ضخامة المشكلة. يزن جزء واحد في المليون من ثاني أوكسيد الكربون نحو 7.8 ملايين طن.
تتراوح كلفة التقاط ثاني أوكسيد الكربون بين 250 و 600 دولار للطن الواحد اليوم بحسب اختلاف التكنولوجيا. حتى لو انخفضت الكلفة إلى 100 دولار للطن الواحد، تبقى كلفة التخلص من تركيز جزء واحد بالمليون من ثاني أوكسيد الكربون نحو 780 مليار دولار.
ويذكّر الكاتب بأن تركز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي يرتفع من نحو 280 جزءاً بالمليون قبل الثورة الصناعية إلى 420 بالمليون اليوم وهو يرتفع بأكثر من جزأين بالمليون سنوياً.
يمكن أن تؤدي زراعة الأشجار في ثلث إلى ثلثي الأفدنة المناسبة للزراعة الى التخلص من قرابة 7.4 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون بحلول سنة 2050. هذا أكبر من أي نتيجة توفرها الوسائل الأخرى.
قد يبدو هذا كبيراً، لكن 7 مليارات طن من ثاني أوكسيد الكربون هو أقل من جزء بالمليون من حيث الحجم. تقدر الكلفة بنحو 50 دولاراً للطن الواحد. بالتالي، ستكون كلفة إزالة جزء من المليون من ثاني أوكسيد الكربون 390 مليار دولار.
بحسب الخلاصة التي يتوصل إليها الباحث، تظهر الأرقام الحاجة الهائلة لقطع الانبعاثات. لا يوجد حل بديل قابل للتطبيق.
هذه البدائل هي طرق لعدم معالجة التغير المناخي وفقاً لتحليل ترنبيرث.