اتّهمت روسيا، الوسيطة في النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، السبت باكو بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين البلدين في 2020 عبر السماح لقواتها بعبور الخط الفاصل.
تخوض أذربيجان وأرمينيا منذ عقود نزاعاً مسلّحاً للسيطرة على منطقة ناغورنو- كراباخ ذات الغالبية الأرمينية في أذربيجان.
صمدت الهدنة الهشّة التي تم التوصّل إليها بوساطة روسية وأنهت ستة أسابيع من القتال بين الطرفين في خريف 2020 على الرغم من تبادل إطلاق النار على طول الحدود الأرمينية الأذربيجانية وفي كراباخ بين الحين والآخر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه "في 25 آذار 2023 (السبت) اجتازت وحدة من القوات المسلحة الأذربيجانية الخط الفاصل في منطقة شوشا في انتهاك" لوقف إطلاق النار المبرم في 2020.
وبحسب موسكو فإن القوات الأذربيجانية "احتلت تلة" و"بدأت بنصب مركز".
وفي وقت سابق السبت، أفادت وزارة الدفاع الأذربيجانية عن سيطرتها على بعض الطرق الفرعية في كراباخ.
وقالت الوزارة إنه "تم تنفيذ إجراءات رقابة ضرورية من قبل وحدات الجيش الأذربيجاني لمنع استخدام الطرق الترابية شمال لاتشين" لنقل إمدادات الأسلحة من أرمينيا.
ويعد لاتشين الممر الوحيد الذي يربط بين كراباخ وأرمينيا، ويخضع منذ أشهر لحصار أذربيجاني قالت يريفان إنه تسبب بأزمة إنسانية في المنطقة متهمة باكو بالسعي من خلاله إلى طرد الأرمن من كراباخ.
لكن باكو نفت هذه الادعاءات.
"مطالب بأراضٍ"
حذّر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الأسبوع الماضي من "مخاطر تصعيد شديدة" في ناغورنو- كراباخ.
كما اتهمت أرمينيا قوات حفظ السلام الروسية بالفشل في حماية الأرمينيين الذين يعيشون في المنطقة. وقالت يريفان إنها ستلجأ للمجتمع الدولي للمساعدة في منع حصول "إبادة جماعية" في كراباخ.
والخميس، اتهمت أرمينيا القوات الأذربيجانية بفتح النار وقتل جندي أرميني عند الحدود بين البلدين.
وأجرى باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف جولات عدة من محادثات السلام بوساطة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
والأسبوع الماضي أشار باشينيان إلى حدوث بعض التقدم في عملية السلام، لكنه قال إن "المشاكل الأساسية" لا تزال قائمة لأن "أذربيجان تحاول طرح مطالب بأراض، وهو خط أحمر بالنسبة إلى أرمينيا".
تتّهم يريفان القوات الأذربيجانية بالاستيلاء على نحو 150 كيلومتراً مربّعاً في أرمينيا على طول الحدود المشتركة بين البلدين بعد حرب 2020.
ونشر الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بعثة مراقبة موسعة على الجانب الأرميني من الحدود مع تنامي الوجود الغربي في منطقة تعتبر تقليدياً مجالاً حيوياً لنفوذ الكرملين.
وانفصل الأرمينيون في كراباخ عن أذربيجان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وأودى النزاع الذي أعقب ذلك بحياة نحو 30 ألف شخص.