عثر المحققون الكينيون، الثلثاء، على جثث 16 شخصا آخرين في مقابر جماعية مرتبطة بجماعة دينية تدعو إلى الصوم "للقاء المسيح"، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 89، بينهم أطفال.
وتزداد المخاوف من احتمال العثور على مزيد من الجثث في غابة شاكاهولا القريبة من بلدة ماليندي الساحلية حيث تجري الشرطة منذ أيام عمليات تمشيط بعد تلقيها معلومات عن جماعة دينية يرأسها بول ماكينزي نثينغي الذي قال إن الموت جوعا يرسل اتباعه إلى الله.
وتعود بعض الجثث التي أخرجت الثلثاء لأطفال. ولا يزال عمال الطوارئ بملابسهم البيضاء يواصلون جهودهم في ماليندي البلدة الساحلية المطلة على المحيط الهندي.
أحدثت تلك الأنباء صدمة في أنحاء البلاد ما دفع الرئيس الكيني وليام روتو للتعهد بقمع "الحركات الدينية غير المقبولة".
وخلال زيارة إلى الموقع الثلثاء حذر وزير الداخلية كيثور كينديكي من أسوأ الاحتمالات.
وقال للصحافيين "لا نعرف عدد القبور وكم عدد الجثث المرجح أن نعثر عليها" مضيفا أن الجرائم خطيرة بما يكفي لتبرير توجيه اتهامات بالإرهاب لنثينغي".
وأكد العثور على 34 شخصا على قيد الحياة حتى الآن في الغابة الشاسعة، بعد أن تلقت الشرطة معلومات بشأن ممارسة الجماعة وبدأت التحقيق في موقع جريمة.
وقال أحد المحققين الجنائيين طالبا عدم الكشف عن اسمه إن "غالبية الجثث التي تم إخراجها تعود لأطفال".
ومع ارتفاع أعداد الموتى، حذرت سلطات مستشفى ماليندي الحكومي الثلثاء من أن المشرحة لم تعد تتسع للمزيد وأنها تعمل فوق طاقتها.
وقال المسؤول الإداري للمستشفى سيد علي إن "مشرحة المستشفى تتسع ل40 جثة" مضيفا أن المسؤولين تواصلوا مع الصليب الأحمر الكيني للحصول على حاويات مبردة.
ويُعتقد أن عددا من أتباع جماعة "غود نيوز إنترناشيونال تشورتش" لا يزالون يختبئون في غابة وهم يواجهون خطر الموت في حال عدم العثور عليهم بسرعة.
وكان حسين خالد المدير التنفيذي لمجموعة "حقي إفريقيا" الحقوقية قد أبلغ الشرطة عن ممارسات هذه الجماعة، وحض السلطات على نشر المزيد من عناصر الإنقاذ لتمشيط الغابة البالغة مساحتها 800 فدان بحثا عن أحياء.
وقال لوكالة فرانس برس "كل يوم يمر تزداد معه احتمالات وفاة مزيد من الأشخاص" مضيفا أن 50 إلى 60 بالمئة من الضحايا هم أطفال.
أضاف "الرعب الذي شهدناه في الأيام الأربعة الماضي مثير للصدمة. لا شيء يجعلك مستعدا لمشاهد مقابر جماعية لأطفال".
وقال المحققون لوكالة فرانس برس إنهم عثروا على جثث مكدسة في حفر، احتوت واحدة منها على ما يصل إلى ست جثث، فيما تركت جثث أخرى ملقاة على الأرض.
- عقيدة غير مقبولة -
تعهد الرئيس وليام روتو اتخاذ إجراءات ضد رجال دين مارقين مثل نثينغي "يرغبون باستغلال الدين للترويج لعقيدة غريبة وغير مقبولة" وشبهه بالإرهابيين.
ومع تكشف نتائج التحقيق في ما اطلق عليه اسم "مجزرة غابة شاكاهولا"، ظهرت تساؤلات حول كيفية تمكن هذه الطائفة من العمل بدون ان يتم اكتشافها على الرغم من رصد الشرطة لنثينغي قبل ست سنوات.
فقد اعتقل نثينغي في 2017 بتهمة "التطرف" بعدما حث عائلات على عدم إرسال الاطفال إلى المدارس مشيرا الى أن الكتاب المقدس لا يعترف بالتعليم.
ثم قبض عليه مجددا الشهر الماضي وفق وسائل إعلام محلية، بعدما قضى طفلان جوعا تحت رعاية والديهما. وأُطلق سراحه بكفالة قدرها 100 ألف شلن كيني (حوالى 700 دولار) قبل أن يسلم نفسه للشرطة في أعقاب عملية شاكاهولا.
وسيمثل نثينغي أمام القضاء في الثاني من أيار.
وأعلن الصليب الاحمر الكيني أن فرقه في ماليندي أُبلغت عن 212 مفقودا، عاد اثنان منهم إلى عائلتيهما.
وحظيت القضية باهتمام كبير في كينيا، ما دفع الحكومة إلى التصريح بضرورة تشديد الرقابة على جماعات مماثلة وحركات انخرطت في الجريمة.