تتعرض بعض مناطق الصين لظواهر مناخية قصوى من موجة حر استثنائية وفيضانات قياسية، وهي، على ما يؤكد الخبراء، نتيجة الاحترار المناخي، وسبّب نزوح نصف مليون شخص.
- ماذا يحصل؟
تسببت أمطار غزيرة بفيضان أنهار إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ نحو قرن.
أما المنطقة المتضررة فهي حوض نهر اللؤلؤ الواقع في مقاطعة غوانغدونغ الصناعية (جنوب) والتي تشمل العاصمة الإقليمية كانتون.
وفي بعض مناطق المقاطعة، وصل مستوى المياه إلى أسطح السيارات. كما تضررت المناطق المجاورة في غوانتشي (جنوب) وفوجيان (شرق) بدرجات متفاوتة.
وفي مواجهة خطر حدوث فيضانات، أجلي أكثر من 500 ألف شخص احترازيا منذ بداية الشهر.
في الوقت نفسه، تؤثر موجة حر استثنائية على شمال البلاد ووسطها. ومع بلوغ الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية، طلب من ملايين السكان البقاء في المنازل.
في هنان (وسط)، كان الحر شديدا الى درجة تسبب بتشقق الاسفلت. وفي شاندونغ (شرق)، سجّل رقم قياسي لاستهلاك الكهرباء في ثاني أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان في الصين الثلثاء.
- كيف نفسّر ذلك؟
الفيضانات شائعة في بعض مناطق البلاد بين أواخر الربيع ومطلع الصيف. لكن يبدو أنها أصبحت أقوى في السنوات الأخيرة مع تغير المناخ.
وقالت الإدارة الصينية المسؤولة عن توقعات الأحوال الجوية أن "الظواهر الجوية القصوى أصبحت أكثر تواترا وأكثر حدة وانتشارا".
وأوضح مسؤول في مركز البحوث المناخية الحكومي في آذار أن "الاحترار المناخي وظاهرة إلنينيا يساهمان في ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي وهطول أمطار غزيرة في الصين".
وإلنينيا ظاهرة مناخية مسؤولة عن تبريد جزء من المياه السطحية للمحيط الهادئ. ولهذا الأمر تداعيات على دورة هطول الأمطار ومناخ مناطق معينة في العالم.
- ما هي التداعيات؟
حذّر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الأربعاء من أن موجة الحر والفيضانات تهدد إنتاج لحم الخنزير والحبوب والخضر، معربا عن خشيته من ارتفاع التضخم.
ويأتي ذلك فيما تواجه الإمدادات الغذائية للعملاق الآسيوي اضطرابات بسبب القيود الصحية المفروضة لمكافحة لكوفيد والتي ترخي بثقلها على المحاصيل.
وقد تكلّف الظروف الجوية القصوى الصين ما بين 1 و 3% من ناتجها المحلي الإجمالي سنويا، وفقا لتقديرات وكالة التخطيط في البلاد.
وقدّرت قيمة الخسائر الناجمة عن الفيضانات الشديدة العام الماضي التي أودت بأكثر من 300 شخص في وسط البلاد، بحوالى 25 مليار دولار وفقا لدراسة أجرتها شركة التأمين السويسرية "سويس ري".
- ماذا تفعل الصين؟
يغطي التحضر في الصين منذ 40 عاما مساحات متزايدة من الأراضي، التي لم تعد قادرة على امتصاص المياه، كما أن البحيرات الطبيعية التي تعمل كمفيض (ممرات انسكابية للتخلص من لمياه الفائضة) في حال حدوث فيضانات، تشهد تراجعا في مساحة أسطحها.
وفي محاولة لعكس هذا الاتجاه، أطلقت الحكومة عام 2014 برنامج "المدن الإسفنجية" بهدف استبدال أسطح الطرق بمواد مسامية ومساحات خضراء وأنظمة تصريف بحيث تختفي المياه في الأرض.
وأشار الباحث سكوت مور من جامعة بنسلفانيا والمتخصص في القضايا البيئية في الصين إلى أنه مع ذلك، فإن "الفيضانات الأكثر تدميرا (الآن) تحدث في مناطق كانت أقل عرضة لخطرها تاريخيا".
وتسعى بيجينغ أيضا إلى تعزيز دقة توقعات الأحوال الجوية من خلال أجهزة استشعار وأقمار اصطناعية جديدة، بحسب خريطة طريق صدرت الأسبوع الماضي.
والهدف المعلن: توقع فيضانات أو حالات جفاف خطيرة قبل شهر من حدوثها.