النهار

طالبان تتعهد عدم التدخل في توزيع المساعدات المخصّصة للأفغان المتضرّرين من الزلزال
المصدر: أ ف ب
طالبان تتعهد عدم التدخل في توزيع المساعدات المخصّصة للأفغان المتضرّرين من الزلزال
فتاة أفغانية تحمل فرشة تم التبرع بها بعد زلزال ضرب قرية غايان في ولاية باكتيكا (24 حزيران 2022، أ ب).
A+   A-
تعهدت حركة طالبان، السبت، بعدم التدخل في الجهود الدولية لتوزيع المساعدات على عشرات آلاف الأفغان الذين تضرروا من جراء الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد هذا الأسبوع.

وجاء زلزال الأربعاء في وقت تعاني فيه أفغانستان من أزمات اقتصادية وحياتية كبيرة مع تقلص تدفق المساعدات وخاصة المالية منها منذ عودة طالبان إلى السلطة. 

والمنطقة الشرقية الوعرة على طول الحدود مع باكستان هي الأكثر تأثرا بالزلزال الذي بلغت قوته 5,9 درجات، وأودى بحياة أكثر من ألف شخص أثناء تواجدهم في بيوتهم بينما شُرّد الآلاف.  

واشتكت منظمات الإغاثة في الماضي من تحويل سلطات طالبان المساعدات إلى المناطق التي تدعم تمردها، أو حتى مصادرة السلع وتوزيعها بنفسها. 

لكن خان محمد أحمد، المسؤول الرفيع في ولاية بكتيكا المتضررة بشدة، أفاد أنه لن يتم التدخل في جهود الإغاثة التي تقوم بها المنظمات الدولية.  

وقال "سواء كان برنامج الأغذية العالمي أو اليونيسف أو أي منظمة أخرى (...) المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة (...) فهم سيقومون بالتوزيع بأنفسهم".

وأضاف "المسؤولون من الإمارة الإسلامية هم هنا"، في إشارة إلى الاسم الذي تطلقه طالبان على أفغانستان، مؤكدا أن "عناصرنا سيواكبونهم دوما (للمساعدة)".

- تحد كبير -
وتشكل الكارثة تحديا لوجستيا كبيرا لحكومة طالبان التي عزلت نفسها عن معظم أنحاء العالم من خلال فرض قيود مشددة خاصة على النساء والفتيات.

ورغم ذلك سارع المجتمع الدولي الى الاستجابة لكارثة الزلزال وبدأ بارسال المساعدات، مع عدم ضمان وصولها دائما الى من هم بأمس الحاجة اليها.

وفي قرية سيراي الصغيرة القريبة من مركز الزلزال على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرق كابول، قال سعيد والي لوكالة فرانس برس "ما الذي لا نحتاجه هنا؟ نحن بحاجة إلى كل شيء".

وأضاف "نحن على قيد الحياة، لكن لا أحد يستمع إلينا ولم نتلق أي مساعدة حتى الآن".

ومعظم البيوت في القرية مبنية من الطين مثل معظم المباني في الريف الأفغاني، وقد سويت بالأرض بسبب الزلزال. 

ولفت الى أن "جميع متعلقاتنا مدفونة تحت منزلنا. منازلنا دُمرت (...) لم يتبق منها شيء".

وقال "نحتاج حاليا إلى المال حتى نتمكن من شراء الضروريات، الملابس والأسرّة والمعدات. نحتاج أيضا إلى الدقيق والأرز".

- "شجاعة وصمود" -
وأثنى رامز آلاكباروف كبير مسؤولي الأمم المتحدة في أفغانستان على صمود الأفغان وشجاعتهم بعد قيامه بجولة السبت في منطقة الكارثة.

وصرح لوكالة فرانس برس "ما هذا الثبات في وجه هذه المحنة (...) التي يمكن أن اقول إنها محنة لامتناهية". 

أضاف "مصاعب ومأساة متواصلة، ورغم ذلك هؤلاء الناس رحومين وأقوياء جدا وعلى استعداد لتخطيها، وهم متحدون كجماعة ومجتمع". 

وأصبح تقديم المساعدات أكثر صعوبة لأن الزلزال ضرب مناطق شهدت قبل ذلك تساقط أمطار غزيرة، ما تسبب في سقوط صخور وانزلاق أتربة جرفت قرى صغيرة منتشرة بشكل عشوائي على المنحدرات الجبلية.

كما تضررت أبراج شركات الاتصالات وأعمدة خطوط الكهرباء.

 وقدّر مسؤولون إن نحو ألف منزل قد دُمّر بسبب الزلزال، وهو رقم خطير بالنظر الى أن معدل أفراد الأسرة الذين يقطنون في منزل واحد يصل الى أكثر من 20 فردا.

وحتى قبل استيلاء طالبان على السلطة، كانت فرق الطوارئ في أفغانستان منهكة وغير قادرة على التعامل مع الكوارث الطبيعية التي تضرب البلاد بشكل متكرر.

ومع بقاء عدد قليل فقط من الطائرات والمروحيات الصالحة للطيران، فإن استجابة طالبان للكارثة الأخيرة محدودة بدرجة أكبر.

وأفغانستان بلد عرضة للزلازل خاصة في سلسلة جبال هندو كوش، بالقرب من تقاطع الصفائح الأوراسية والهندية.

وكان أقوى زلزال شهدته البلاد في السنوات الأخيرة عام 1998 في ولايتي تخار وبدخشتان بشمال شرق البلاد وأسفر عن مقتل خمسة آلاف شخص. 

اقرأ في النهار Premium