صادق البرلمان الصومالي، السبت، بالإجماع على تعيين حمزة عبدي بري رئيسا للوزراء، ما يمهد لتشكيل حكومة جديدة في الدولة المضطربة الواقعة في القرن الأفريقي.
وأعلن رئيس البرلمان أن جميع المشرعين الـ220 الحاضرين وافقوا على تعيين بري الذي أدى اليمين الدستورية لتولي المنصب.
وقال بري (48 عاما) للبرلمان إنه سيشكل حكومة تركز على "تحقيق استقرار سياسي جامع (بما يتماشى) مع شعار الرئيس +صومال متصالحة تعيش في سلام مع العالم+".
تواجه الإدارة الصومالية الجديدة مجموعة من التحديات أبرزها المجاعة التي تلوح في الأفق وتمرد إسلاميي حركة الشباب.
وأضاف بري عبر تويتر "سنشكل حكومة قادرة على متابعة الأولويات التنموية والإنسانية لأمتنا وتعكس احتياجات شعبنا".
أضرّ الجفاف الذي يضرب منطقة القرن الأفريقي بنحو 7,1 ملايين صومالي، أي نحو نصف السكان، وباتوا يعانون الجوع وأكثر من 200 ألف منهم على شفا المجاعة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
كما تواصل حركة الشباب إثبات حضورها، إذ شنّت هجومًا في وقت سابق من هذا الشهر أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين في وسط البلاد، ما يؤكد المهمة الصعبة التي تنتظر قادة البلاد الجدد.
اختار الرئيس حسن شيخ محمود (66 عاما) حمزة عبدي بري النائب عن ولاية جوبالاند المتمتعة بالحكم الذاتي في وقت سابق من هذا الشهر.
وكان البرلمان قد انتخب الرئيس في أيار بعد عملية تصويت عاصفة تأخرت لفترة طويلة.
وقال محمود عبر تويتر بعد حصول بري على ثقة البرلمان "حكومتنا لديها برنامج سياسي طموح يسعى إلى تحسين أمننا وتقوية اقتصادنا وتقديم الخدمات الأساسية لشعبنا".
وأضاف "دعونا نمضي قدما معا".
ويؤمل أن تطوي رئاسة محمود صفحة أزمة سياسية احتدمت خلال حكم سلفه محمد عبد الله محمد المعروف بلقب "فرماجو" وهددت بإعادة البلاد إلى الفوضى العنيفة.
ويحل بري محل محمد حسين روبلي الذي عينه "فرماجو" عام 2020 لكنه اختلف بعد ذلك معه بشأن تأخر الانتخابات وقضايا سياسية وأمنية أخرى.
وهنأت بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال بري كما فعل روبلي الذي دعا جميع الصوماليين إلى دعم خلفه.
لم يشارك حسن شيخ محمود في الجلسة البرلمانية بعد أن أعلن الجمعة إصابته بفيروس كوفيد.
وأعلن محمود إصابته عبر تويتر بعد عودته من الإمارات العربية المتحدة في أول رحلة رسمية له إلى الخارج بعد انتخابه، قائلا إنه لم تظهر عليه أي أعراض لكنه سيستمر في عزل نفسه.
والرئيس الصومال أكاديمي سابق وناشط سلام، وسبق أن تولى المنصب بين عامي 2012 و2017 لكن إدارته الأولى واجهت اتهامات بالفساد وصراعات داخلية.