ثمة فرق في الطريقة التي تلقى من خلالها الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبه مايك بنس قرار المحكمة العليا بإعادة حق الإجهاض إلى صلاحية الولايات. والفرق ليس شكلياً بحسب مقارنات أجراها موقع "أكسيوس".
ففي مجالسه الخاصة، أعرب ترامب عن قلقه من أن يؤدي قرار كهذا إلى تعبئة الديموقراطيين. على العكس من ذلك، لم يعرب بنس عن أي تحفظات. ويستعد بنس لمنافسة ترامب في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين على أبواب استحقاق 2024 الرئاسي.
بعد صدور القرار، كان فريق بنس جاهزاً لإطلاق أول رد فعل. نشر مقطع فيديو يحتفل بالقرار ويظهر دور بنس بالمساهمة فيه حتى قبل وصوله إلى نيابة الرئاسة. لم يذكر الفيديو اسم ترامب. ونشر بنس بياناً على موقع "بريبارت" أشاد فيه بالقضاة لتمتعهم بـ"الشجاعة" لتمسكهم بقناعاتهم. ودعا إلى وقف الإجهاض "في كل ولاية" على الأراضي الأميركية.
رد ترامب الأساسي كان مفاجئاً بشكل صادم، تابع الموقع.عوضاً عن ادعاء الفضل، قال ترامب لشبكة "فوكس نيوز" إن "الله صنع القرار" حين سئل عن دوره فيه بعدما عيّن ثلاثة قضاة محافظين. وقال إن القرار سيخدم الجميع.
لكنه عاد لاحقاً وأصدر بياناً نسب فيه الفضل لنفسه واصفاً إياه بأنه "الفوز الأكبر للحياة على مدى جيل" وبأنه "لم يصبح ممكناً إلا بسبب تحقيقي كل شيء وعدت به".
هذه البيانات تحجب الشكوك الخاصة لترامب إزاء تداعيات ذلك على الانتخابات وفقاً لمصادر مطلعة على تعليقات الرئيس السابقة. بعدما نشرت "بوليتيكو" التسريب "المتفجر" عن اتجاه المحكمة العليا الشهر الماضي، قال ترامب لمقربين منه إن القرار سيكون سيئاً للجمهوريين في سنة انتخابية. وكانت نيويورك تايمس أول صحيفة تنقل تعليقات ترامب في المجالس الخاصة.
وثمة سبب آخر لتردد ترامب بالإشادة بالقضاة المحافظين وهو رفضهم قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية في 2020 وفقاً لمصدر مطلع. لقد شعر ترامب بأن القضاة تخلوا عنه في أكثر لحظة أهمية بالنسبة إليه. وترامب مشكك في المحاكم عموماً بما فيها المحكمة العليا التي أعاد تشكيلها أكثر من أي رئيس آخر منذ رونالد ريغان.
ولم تعد العلاقة بين ترامب ونائبه كما كانت بعدما صادق على نتائج المجمع الانتخابي. بعد تسريب مسودة القرار، تحاشى ترامب التعليق عليها إلا إذا سئل عنها مباشرة. حتى عند حصول ذلك، كان يركز على انتقاد التسريب عوضاً عن فحواه. في مقابلة مع نيويورك تايمس في أيار، قال ترامب: "لن أنسب الفضل لنفسي في أي شيء" عندما سئل عن دوره في تعيين القضاة المحافظين ومساهتمهم المحتملة في تغيير حق الإجهاض.
لكن يبدو في بيانه الأخير أنه قبِل نصيحة المقربين منه بتبني دوره الناجح في القرار على قاعدة أنه أمّن للجمهوريين ما لم يؤمّنه أي رئيس آخر.
لكنّ بنس لم يعرب عن أي تحفظات سياسية أو غيرها. إنما ترامب أيد حقوق الإجهاض في معظم مسيرته خلال مرحلة الرشد. أما بنس فله تاريخ طويل في النشاط السياسي والاجتماعي ضد الإجهاض. وأقام بنس منذ السنة الماضية عدداً من المناسبات العلنية لقلب المحكمة العليا قرارها الأساسي سنة 1973.