النهار

الاتحاد الأوروبي يدين قصف روسيا محطة قطار وسط أوكرانيا: "ضربات وحشيّة"
المصدر: أ ف ب
الاتحاد الأوروبي يدين قصف روسيا محطة قطار وسط أوكرانيا: "ضربات وحشيّة"
إطفائي أوكراني يخمد الحريق في منزل مدمر إثر قصف روسي على بلدة باخموت بمنطقة دونيتسك (24 آب 2022، أ ف ب).
A+   A-
دانت أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، الخميس، القصف الروسي الدامي الذي استهدف محطة قطار في وسط البلاد الأربعاء وخلف 25 قتيلا مدنيًا على الأقلّ بحسب كييف، بينما أكدت موسكو أنها استهدفت قطارًا عسكريًا وقتلت "عسكريين".

وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء عن قصف محطة قطارات في تشابلين في منطقة دنيبروبيتروفسك في اليوم الوطني لأوكرانيا وبعد ستة أشهر تمامًا من بدء الغزو الروسي لها.
 
وأشار في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي إلى أن خمسة من الضحايا "احترقوا داخل عربة" وأن "صبيًا يبلغ من العمر 11 عاما (قتل) بصاروخ روسي دمر منزله".

وأضاف "سنجعل المعتدين يدفعون ثمن كل ما فعلوه. وسنخرجهم من أرضنا".

وكتب الناطق باسم وزارة الخارجيّة أوليغ نيكولينكو على تويتر إن "25 مدنيًا قُتلوا بعد إطلاق صاروخ" على المحطة، منددًا بـ"إرهاب موسكو، وهو آفة القرن الحادي والعشرين".

وتحدّث مكتب الادعاء العام في أوكرانيا عن "مقتل عشرة مدنيين منهم طفلان يبلغان من العمر ستة و11 عامًا، وإصابة 10 آخرين منهم طفلان" في محطة تشابلين ومحيطها، ما يطرح احتمال ألّا يكون باقي الضحايا من المدنيين.

أكّدت روسيا من جهتها أنها قصفت "قطارًا عسكريًا" كان متّجهًا إلى "مناطق قتال" في شرق أوكرانيا الاستراتيجي بالنسبة لموسكو، وأنها قتلت "أكثر من 200 جندي" أوكراني.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن صاروخ إسكندر "أصاب بشكل مباشر قطارًا عسكريًا في محطة تشابلين في منطقة دنيبروبتروفسك مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 جندي من احتياطي القوات المسلحة الأوكرانية" بالإضافة إلى تدمير معدات عسكرية.

ولفت فالنتين ريزنيتشينكو، حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك، إلى أن عمليات البحث عن ناجين كانت مستمرة صباح الخميس في تشابلين.

- "ضربات روسية وحشية" -
وكتب على تويتر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس أن "الاتحاد الأوروبي يدين بشدّة الضربات الروسية الوحشية التي نفذت ضد مدنيين" الأربعاء في أوكرانيا، وأن المسؤولين عنها "سيحاسبون".

ومن جهتها، طلبت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الخميس من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف "الهجوم المسلح على أوكرانيا" ودعت إلى نزع السلاح من محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي قصفت مرات عدة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن تسع مناطق أوكرانية تعرضت للقصف الأربعاء وأطلقت صفارات الإنذار 189 مرة في جميع أنحاء البلاد، وهو عدد قياسي منذ بدء الحرب في 24 شباط. 

وقال إيفين إينين نائب وزير الداخلية الأوكراني على تطبيق تلغرام إن "عدد عمليات القصف على البلدات والقرى ارتفع في الساعات الـ24 الماضية"، موضحا أن "الشرطة سجلت 58 منها، أي أكثر بكثير مما نشهده عادة". 

واستهدف القصف بشكل ملحوظ أربع مناطق في قطاع دنيبروبتروفسك في الوسط، حسب حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو الذي تحدث على تلغرام أيضا عن "ليلة صعبة جدا" تخللتها إنذارات من هجمات وسقوط ضحايا "بلا توقف". 

وقالت السلطات الأوكرانية إن الضربات الروسية استهدفت الأربعاء مناطق مختلفة من خميلنيتسكي في غرب البلاد بعيدا عن الجبهة في ميكولايف (جنوب) وهي واحدة من أكثر المدن تعرضًا للقصف منذ بداية الحرب وتم استهدافها مرارا مع البنى التحتية للمرافئ مروراً بخاركيف (شمال شرق) ودونيتسك (شرق).

تراجعت حدة القتال والقصف في أوكرانيا منذ أوائل تموز. 

ومنذ انسحاب القوات الروسية من محيط كييف في أواخر آذار تركز الجزء الأكبر من القتال في الشرق حيث تقدمت موسكو ببطء قبل أن تتجمد خطوط الجبهة، وفي الجنوب، حيث تقول القوات الأوكرانية إنها تشن هجوما مضادا بطيئا جدا أيضا.

- "تدمير ذاتي" -
مع ذلك، تواصل روسيا استهداف مناطق أخرى بشكل منتظم بصواريخ بعيدة المدى على الرغم من أن كييف والمناطق المحيطة بها نادراً ما تتعرض للضرب. 

وقال مرصد الذخائر العنقودية الخميس إن روسيا استخدمت هذا النوع من الذخيرة على نطاق واسع في أوكرانيا مما تسبب في سقوط مئات الضحايا المدنيين وإلحاق أضرار بمنازل ومدارس ومستشفيات. 

وتابعت الهيئة أن "القوات الأوكرانية أيضا استخدمت على ما يبدو هذا السلاح عدة مرات في النزاع الجاري".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء بمناسبة مرور ستة أشهر على بدء النزاع الذي أدى إلى سقوط عشرات الالاف من القتلى والجرحى اليوم يمثل علامة فارقة "حزينة ومفجعة". 

وأعرب عن أسفه لعواقب هذه "الحرب العبثية خارج أوكرانيا" وجدد "قلقه العميق" بشأن الأنشطة العسكرية في موقع محطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا التي تحتلها القوات الروسية منذ بداية آذار. 

تعرضت المحطة وهي الأكبر في أوروبا لضربات تبادل الجانبان اتهامات بتنفيذها. وحذر غوتيريس من أن "أي تصعيد إضافي في الوضع قد يؤدي إلى تدمير ذاتي".

والتقى مديرا الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي والوكالة الذرية الروسية (روساتوم) اليكسي ليخاتشيف في اسطنبول بتركيا لمناقشة تفتيش المنشآت. 

وقال زيلينسكي إن على روسيا أن توقف "ابتزازها النووي وأن تنسحب ببساطة من المحطة". وأضاف أن "بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تسيطر في أسرع وقت ممكن على الوضع" في زابوريجيا. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium