أعلن الحزب الشيوعي الصيني الأحد أنه استكمل عملية انتخاب جميع مندوبيه الذين سيحضرون مؤتمر الحزب الذي تبدأ أعماله في 16 تشرين الأول ويتوقع أن يضمن الرئيس شي جينبينغ خلاله ولاية رئاسية ثالثة غير مسبوقة.
ويتوقع أن يشهد الاجتماع المغلق الذي يعقد مرّتين كل عقد تعديلات في كوادر المكتب السياسي للحزب المسؤول عن صنع القرارات.
وقالت شبكة "سي سي تي في" الإعلامية الرسمية "عقدت كل وحدة انتخابية في مختلف أنحاء البلاد مؤتمرا حزبيا أو اجتماعا لممثلي الحزب وانتخبت 2296 مندوبا لحضور مؤتمر الحزب العشرين".
وعلى المندوبين أن يلتزموا بفكر شي السياسي ودستور الحزب، وفق ما أوردت "سي سي تي في".
وكان رجل بيجينغ القوي قد أدخل "فكره" في الوثائق الأساسية للحزب في المؤتمر السابق عام 2017.
وأشارت الشبكة إلى وجود نساء وأعضاء في الحزب من أقليات عرقية وشخصيات متخصصة في مختلف المجالات كالاقتصاد والعلوم والرياضة ضمن المندوبين.
ويأتي مؤتمر الحزب المرتقب في بيجينغ في وقت يواجه شي رياحا سياسية معاكسة تشمل اقتصادا يواجه صعوبات وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وسياسة "صفر إصابات كوفيد" الصارمة التي عزلت الصين بشكل متزايد عن العالم.
- الحدث السياسي الأهم -
المؤتمر هو أهم حدث في المشهد السياسي الصيني، فهو يعطي إشارات حول الاتجاه الذي سيتخذه ثاني أكبر اقتصاد في العالم على المدى القريب ومدى تأثير شي على الحزب الذي يضم ملايين الأعضاء.
يشارك المندوبون الذين يمثلون جميع المقاطعات والمناطق في اختيار أعضاء اللجنة المركزية للحزب التي تضم نحو 200 عضو.
وتصوت اللجنة المركزية بعد ذلك لاختيار المكتب السياسي المؤلف من 25 شخصًا ولجنته الدائمة القوية، وهي أعلى هيئة قيادية في الصين تمثل قمة هرم السلطة وتضم حاليًا سبعة أعضاء.
التصويت عموما إجراء شكلي، فمن المرجح أن يكون ترتيب أعضاء المكتب السياسي ولجنته الدائمة قد تم تحديده مسبقًا. والمدة الإجمالية للمؤتمر ليست واضحة بعد.
- سلطة مطلقة -
شهدت عشرية حكم شي جينبينغ حملات ضد الفساد داخل الحزب يقول محللون إنها أدت إلى القضاء على منافسيه السياسيين، إضافة إلى سحق الحركة الديموقراطية في هونغ كونغ وفرض إغلاق صارم على مدن بهدف احتواء تفشي فيروس كوفيد.
ويرى محللون أنه بينما يوحي النظام الشيوعي بمظهر وحدوي، فإن الخصومات وراء الكواليس كثيرة والرئيس ما زال يسعى إلى تعزيز سلطته.
وقد واجه الرئيس الصيني انتقادات قاسية من المجتمع الدولي بسبب السياسات القمعية في منطقة شينجيانغ (شمال غرب) حيث تم اعتقال ما يقدر بمليون من أقلية الأويغور المسلمة ومسلمين من أقليات أخرى في حملة واسعة تستهدف ظاهريًا "الإرهاب".
كما تبنى سياسة خارجية حازمة أبعدت بيجينغ أكثر من الديموقراطيات الغربية وبعض الجيران الإقليميين، وقرّبتها من روسيا وأججت النزعة القومية محليا.
وعدّل شي عام 2018 الدستور ليلغي عدم قدرة الرئيس على الاستمرار في الحكم أكثر من ولايتين والذي وضعه أصلا الزعيم السابق دنغ شياو بينغ في الثمانينيات، ما أفسح أمامه احتمال أن يصبح زعيمًا مدى الحياة.