تظاهر عشرات آلاف المولدافيين، الأحد، تأكيدا لتطلعهم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في ظلّ الغزو الروسي لأوكرانيا المجاورة.
وقالت الرئيسة المولدافية مايا ساندو التي دعت إلى التظاهرة أمام مقر الحكومة في وسط العاصمة كيشيناو، "جئنا لنقول بصوت عالٍ وبكل ثقة وفخر إن مكان مولدافيا في الاتحاد الأوروبي".
وأضافت الزعيمة البالغة 50 عاما "أوروبا هي أكثر بكثير من مجرد شعار سياسي، إنها أسلوب حياة، حلم يجب أن يتحقق... السبيل الوحيد لأطفالنا ليعيشوا في سلام"، مؤكدة أنها تتطلع للانضمام إلى الاتحاد في أفق عام 2030.
وشاركت في التظاهرة إلى جانب ساندو رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا التي أبدت "دعمها" لمولدافيا معتبرة أنها "جاهزة للاندماج الأوروبي".
تعتبر الجمهورية السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة أن دخولها إلى الاتحاد الأوروبي هو الضمان الوحيد لعدم تعرضها لهجوم من روسيا التي تغزو جارتها الكبرى أوكرانيا.
وحصلت كيشيناو في حزيران 2022 على وضع المرشح الرسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهو وضع حصلت عليه كييف أيضا.
شارك في تظاهرة الأحد أكثر من 75 ألف شخص بحسب أرقام الشرطة، من بينهم صغار وكبار لوحوا بعلمي مولدافيا والاتحاد الأوروبي في جو احتفالي.
من بين هؤلاء أوريكا بالتاغ، وهي طالبة تبلغ 35 عاما، جاءت مع طفليها لإظهار "وحدة" الدولة الهشّة.
وقالت لوكالة فرانس برس "نمر بأوقات عصيبة مع الحرب في أوكرانيا المجاورة"، مضيفة "نأمل ألا نترك في الظل وأن يساعدنا الاتحاد الأوروبي في تجاوز هذه الفترة".
أما ليوبا بونتا، وهي متقاعدة تبلغ 63 عاما، فتشعر بالقلق مثل "أي شخص آخر بشأن التهديدات الروسية"، وتريد "الخروج من الركود" الذي غرق فيه بلدها الفقير الذي يشهد هجرة جماعية منذ استقلاله عام 1991.
تشهد مولدافيا باستمرار تظاهرات موالية لروسيا - تم تنظيم بعضها الأحد - كما يجب عليها التعامل مع وجود عسكريين روس في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في شرق البلد.
في شباط، اتهمت الرئيسة ساندو روسيا بالتحريض على انقلاب للإطاحة بالسلطات في كيشيناو وشجبت "الحرب الهجينة" التي تشنها عليها موسكو.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس هذا الأسبوع، قالت المسرولة إنها تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي "في أسرع وقت"، آملة اتخاذ قرار "في الأشهر المقبلة" بشأن بدء المفاوضات.
وأضافت مايا ساندو في المقابلة "روسيا ستبقى مصدرا كبيرا لعدم الاستقرار في السنوات المقبلة ويجب أن نحمي أنفسنا".