أكد وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري لوكالة فرانس برس أن الهند "تستغل" رئاستها لمجموعة العشرين لتنظيم اجتماع معني بالسياحة في الشطر الخاضع للحكم الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه.
وهذا أول حدث ديبلوماسي تم تنظيمه في الإقليم بعد أن علقت باكستان العلاقات التجارية والديبلوماسية مع الهند في 2019 عندما فرضت نيودلهي حكما مباشرا على الشطر الخاضع لسيطرتها من كشمير ذي الغالبية المسلمة، وطبقت إجراءات أمنية صارمة.
وأكد الوزير الباكستاني في مقابلة الإثنين مع فرانس برس في مظفر أباد عاصمة الشطر الخاضع لسيطرة باكستان في كشمير "أتمنى لو بإمكاني أن اقول إنني فوجئت ولكن أعتقد بأن هذا تواصل لما أصبح المعتاد الآن من غطرسة الهند على الساحة الدولية".
وأضاف "يقومون بإساءة استغلال رئاسة مجموعة العشرين لدفع أجندتهم الاستعمارية، لكن إذا اعتقدوا أنه عبر تنظيم حدث واحد في كشمير المحتلة يمكنهم إسكات الشعب الكشميري، أعتقد أنهم مخطئون حقا".
تطالب كل من نيودلهي وإسلام أباد بإقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة بأكمله منذ استقلالهما قبل 75 عاما.
وشهد الشطر الخاضع لسيطرة الهند تمرّدا منذ عقود يهدف لاستقلاله أو ضمه إلى باكستان أسفر عن سقوط عشرات آلاف المدنيين والجنود والمتمرّدين الكشميريين.
وتتهم الهند باكستان بتدريب ودعم مسلحين في كشمير وهو ما تنفيه إسلام أباد.
تسيطر باكستان غير المنضوية في مجموعة العشرين على قسم أصغر من كشمير واعتبرت أن عقد الاجتماع المرتبط بالسياحة في المنطقة ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والاتفاقات الثنائية.
ورأى بوتو زرداري (34 عاما) أن الدول الأعضاء في مجموعة العشرين التي تتألف من الاتحاد الأوروبي وأكبر 19 اقتصادا في العالم، "وضعت في مكان محرج للغاية".
وتابع "هذه الدول التي تذكرنا دائما وتحتج على مدى فظاعة انتهاك القانون الدولي في أوروبا :اعتقد أنه يتوجب عليها أن تغضب بنفس القدر عندما يتم انتهاك القانون الدولي في كشمير" في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.
ولن يحضر المناسبة أي وفد صيني إذ إن بين الهند وجارتها الشمالية خلافا عسكريا على طول الحدود التي لم يتم ترسيم جزء كبير منها في منطقة لداخ. كما تطالب بيجينغ بولاية أروناجل برديش كاملة باعتبارها جزءًا من التيبت وتعتبر كشمير منطقة متنازعًا عليها.
ولم ترسل السعودية وتركيا وفدين حكوميين، بينما قامت بعض الدول الغربية بتخفيض تمثيلها، بحسب تقارير.
- "شعب صبور"-
تعقد القمة في مجمع يخضع لحراسة مشددة على ضفاف بحيرة دال في سريناغار.
وتم تعبيد الطرقات المؤدية إلى موقع الحدث وإنارة أعمدة الكهرباء بألوان العلم الهندي تعبيرًا عما يصفه المسؤولون بأنه "عودة الوضع إلى طبيعته والسلام" في المنطقة.
وتروّج الهند للسياحة في كشمير علما بأن أكثر من مليون هندي زاروا المنطقة العام الماضي.
اعتقل المئات في مراكز الشرطة وتلقى الآلاف بينهم أصحاب المتاجر مكالمات من مسؤولين تحذرهم من أي "احتجاج أو اضطراب" بحسب ما أفاد مسؤول كبير لوكالة فرانس برس طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال بوتو زرداري "لا يمكن النظر إلى واحدة من أكثر المناطق المعسكرة في العالم بأنها طبيعية".
خاضت الجارتان ثلاث حروب منذ تأسيسهما عقب تقسيم شبه الجزيرة الهندية في 1947، وبقيت العلاقات متوترة بين الدولتين المسلحتين نوويا في السنوات القليلة الماضية ولا سيما بخصوص منطقة كشمير المتنازع عليها.
ومنذ التغييرات الدستورية التي قامت بها الهند في عام 2019، جرّمت السلطات المعارضة وقمعت الحريات الإعلامية وفرضت قيودًا على الاحتجاجات الشعبية، وهو أمر يؤكد معارضون أنه يدل على تقليص هائل للحريات المدنية في الهند.
واستبعد وزير الخارجية الباكستاني أي فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين قبل أن تقوم نيودلهي بإبطال التغييرات التي أجرتها في كشمير.
وأكد نجل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو انه "إلى أن يتم معالجة هذا الموضوع، فإنه يقف حقا أمام السلام في كل جنوب آسيا".
وبدون ذلك، لا يمكن البدء ب "حوار هادف" بشأن التهديدات المشتركة بما في ذلك التغير المناخي والتشدد.
وأمر رئيس الوزراء القومي الهندي ناريندرا مودي بحملة القمع في كشمير. ومنذ وصول مودي السلطة في 2014 شهد المجتمع الهندي ترويجا وانتشارا لخطاب عرقي-ديني يقوم على ايديولوجيا تفوق الهندوس التي يرى معارضوها انها خطر على تنوع المجتمع الهندي.
وسيسعى مودي العام المقبل لانتخابه لولاية ثالثة.
وتابع بيلاوال بوتو زرداري "نحن شعب صبور".