يأمل توماس فيل، أبرز مطارد للنازيّين في ألمانيا، في انتزاع مزيد من الإدانات بشأن المحرقة النازية (الهولوكوست) حتى مع وفاة معظم من تبقّى من المشتبه بهم، وكثير منهم يقترب من نهاية العقد العاشر من العمر.
ذكر فيل لوكالة "رويترز" أنّه سلّم المدعين المحلّيين في ألمانيا خمس قضايا يعتقد أنه ما زال أمامها فرصة للعرض على القضاء. وقال من مكتبه على أطراف شتوتغارت في جنوب غرب ألمانيا إنّ "(جرائم) القتل العمد لا تسقط بالتقادم. وسنمضي في القضايا ما دام الجناة على قيد الحياة".
يرأس فيل المكتب المركزي للسلطات القضائية الحكومية للتحقيق في الجرائم الاشتراكية القومية في ألمانيا. وفي عام 2015، اتفق وزراء العدل في الولايات الألمانية على أن يواصل المكتب عمله "ما دامت هناك مهام ملاحقة قضائية يتعين تنفيذها". وقال فيل إنّ عمل المكتب يرسل إشارة إلى أي شخص يرتكب مثل هذه الأفعال اليوم بأنه لن يفلت أبداً.
ومع وفاة الناجين من الهولوكوست تباعاً، توجد مخاوف من انحسار المعرفة بالإبادة الجماعية لستة ملايين يهودي أوروبي في المناطق التي احتلّتها ألمانيا من القارة أو أن يتم إنكارها. ويسلّط استمرار إصدار الإدانات الضوء على الجرائم التي وقعت.
أظهر مسح نُشر أمس أنّ نحو ربع الهولنديين المولودين بعد عام 1980 يعتقدون أنّ الهولوكوست أسطورة أو أنّ عدد ضحاياها فيه قدر كبير من المبالغة. وفي إسرائيل، يستخدم الناجون من الهولوكوست الذكاء الاصطناعي لتسجيل ذكرياتهم للأجيال القادمة.
منذ تأسيسه عام 1958، فتح المكتب المركزي 7694 تحقيقاً في جرائم حقبة الحرب العالمية الثانية، بعضها شمل أكثر من مشتبه به واحد، دعماً للكثير من القضايا التي عرضت على المحاكم الألمانية والتي بلغ عددها 18 ألفاً و688 قضية.
ومع حلول الذكرى الثامنة والسبعين لتحرير نزلاء معسكر أوشفيتز واليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست غداً الجمعة، ما زال عدد قليل من القضايا منظور أمام المحاكم الألمانية.
وقال فيل إنّ إدانة صدرت الشهر الماضي في حقّ امرأة تبلغ من العمر 97 عاماً وكانت تعمل سكرتيرة في معسكر اعتقال "بالتأكيد كانت واحدة من القضايا الأخيرة". لكنّه قال إنّ القضايا الخمس التي أحالها "ما زال من الممكن أن تقود إلى توجيه اتهامات. لذا ربما لم تكن تلك هي الكلمة الأخيرة على أيّ حال".
إحدى القضايا المعروضة على السلطات في كوبورغ بولاية بافاريا تختصم شخصاً يبلغ من العمر 98 عاماً. ويقول ممثلو الادعاء إنّهم يحققون مع الرجل بتهمة المساعدة والتحريض على القتل خلال الفترة التي قضاها حارساً في معسكر اعتقال رافنسبروك بين عامي 1943 و1945.
وقال متحدث باسم الادعاء: "في الوقت الحاضر، يعتبر (هذا الشخص) لائقاً للمثول أمام القضاء". ولم يتّضح إذا كان الشخص، في حالة إدانته، سيحاكم كقاصر أم كراشد نظراً لصغر سنه وقت وقوع الجرائم المتهم بارتكابها.
وفي قضية أخرى، تجري السلطات في بلدة غيسن، شمال فرانكفورت، تحقيقاً تمهيدياً مع رجل يبلغ من العمر 98 عاماً يعتقد أنه عمل حارساً في معسكر اعتقال زاكسنهاوزن، أيضاً بين عامي 1943 و1945.
وفي هامبورج، قال مدّعون إنّهم يحققون مع جندي سابق في مشاة البحرية، يبلغ الآن 96 عاماً، ويُزعم أنّه عمل لبضعة أشهر خلال عام 1945 حارساً في معسكر للاعتقال.