تجمع كينيون، الأربعاء، في انتظار معلومات عن مصير أقاربهم المرتبطين بجماعة دينية تدعو إلى الصوم "للقاء المسيح"، بينما تواصل الشرطة بحثها عن ناجين بعد العثور على عشرات الجثث.
وتسبب العثور على قبور جماعية في غابة شاكاهولا القريبة من بلدة ماليندي الساحلية بصدمة في أنحاء البلاد.
وتم إطلاق تحقيق شامل في شأن جماعة "غود نيوز إنترناشيونال تشرتش" برئاسة بول ماكينزي نثينغي، الذي قال إن الموت جوعا يرسل الاتباع إلى الله.
ومع العثور على 90 جثة الثلثاء، قالت الشرطة إن المحققين أوقفوا البحث عن جثث لأن المشارح أصبحت مليئة بالجثث، ويشكل الأطفال أكثر من نصف الضحايا.
صباح الأربعاء، استأنفت فرق البحث والإنقاذ العمل، بحسب مراسل لفرانس برس في الموقع.
وقال ضابط في الشرطة لوكالة فرانس برس إن "عمليات انتشال الجثث جارية".
وتسببت ما أصبحت تعرف بـ"مجزرة غابة شاكاهولا" بإطلاق دعوات إلى ضرورة تشديد الرقابة على جماعات دينية مماثلة في البلد ذي الغالبية المسيحية.
في مستشفى ماليندي لحكومي، حيث أصبحت المشرحة تعمل فوق طاقتها الاستيعابية مع عشرات من الجثث فيها، تجمع كثيرون يرغبون في معرفة مصير اقاربهم.
وقال الفتى عيسى علي (16 عاما) لوكالة فرانس برس "المرة الاخيرة التي رأيت فيها والدتي كانت في شباط، وكانت جزءا من الطائفة"، موضحا أنه "كانت ضعيفة للغاية في المرة الأخيرة التي رأيتها".
من جهته، أكد المسؤول في الصليب الأحمر الكيني حسن موسى لفرانس برس أن الفرق في ماليندي تبلغت عن فقدان 311 شخصا بينهم "150 من القصر".
وخلال زيارة إلى الموقع الثلثاء حذر وزير الداخلية كيثور كينديكي من أسوأ الاحتمالات.
وقال للصحافيين "لا نعرف عدد القبور وكم عدد الجثث المرجح أن نعثر عليها"، مضيفا أن الجرائم خطيرة بما يكفي لتبرير توجيه اتهامات بالإرهاب لنثينغي".
وغالبية الوفيات هم من الأطفال، بحسب ما اعلنت ثلاثة مصادر قريبة من التحقيق.
- اطفال جائعون-
وكان حسين خالد المدير التنفيذي لمجموعة "حقي أفريقيا" الحقوقية التي أبلغت الشرطة عن ممارسات هذه الجماعة قال لفرانس برس إنه يبدو أن الطائفة طلبت من الأطفال الجوع أولا ثم النساء واخيرا الرجال.
وأشار أن ما بين 50% إلى 60% من الجثث تعود لأطفال وعثر عليها في أكفان قطنية داخل حفر ضحلة.
من جهتها، أكدت المسؤولة في الصليب الأحمر الكيني كوثر محمد لفرانس برس الاربعاء أن فرق الإنقاذ "عثرت على شخصين اضافيين في الغابة هذا الصباح".
وكان وزير الداخلية كينديكي أعلن الثلثاء العثور على 34 شخصا على قيد الحياة في الغابات حول شاكاهولا.
وتعهد الرئيس وليام روتو اتخاذ إجراءات ضد رجال دين مارقين مثل نثينغي "يرغبون باستغلال الدين للترويج لعقيدة غريبة وغير مقبولة" وشبهه بالإرهابيين.
ومع تكشف نتائج التحقيق برزت تساؤلات حول كيفية تمكن هذه الطائفة من ممارسة نشاطها بدون ان يتم اكتشافها على الرغم من رصد الشرطة لنثينغي قبل ست سنوات.
فقد اعتقل نثينغي في 2017 بتهمة "التطرف" بعدما حث عائلات على عدم إرسال الاطفال إلى المدارس مشيرا الى أن الكتاب المقدس لا يعترف بالتعليم.
ثم قبض عليه مجددا الشهر الماضي وفق وسائل إعلام محلية، بعدما قضى طفلان جوعا تحت رعاية والديهما. وأُطلق سراحه بكفالة قدرها 100 ألف شلن كيني (حوالى 700 دولار) قبل أن يسلم نفسه للشرطة في أعقاب عملية شاكاهولا.
وسيمثل نثينغي أمام القضاء في الثاني من أيار.