دفع المعارض الروسي ومنتقد الكرملين البارز يفغيني رويزمان ببراءته، الأربعاء، أمام المحكمة على خلفية اتهامات بالإساءة لسمعة الجيش الروسي في ما يتعلق بالغزو لأوكرانيا.
وكان رويزمان (60 عاما) أصبح في 2013 أبرز رئيس بلدية معارض بتوليه رئاسة بلدية إيكاتيرينبورغ الواقعة في منطقة الأورال لخمس سنوات. وهو آخر معارض بارز لا يزال في روسيا خارج السجن.
مثل الأربعاء أمام محكمة في إيكاتيرينبورغ، وبدا مرتاحا ومبتسما.
عندما سأله القاضي عما إذا كان يقرّ بالذنب، أجاب يفغيني رويزمان بـ"لا"، مضيفًا أنه سيشرح أكثر بعد تقديم الادعاء للائحة التهم.
في آب 2022، بدأت السلطات تحقيقات جنائية بحق رويزمان المتهم بـ"تشويه سمعة الجيش" من خلال تصريحات بشأن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
ويواجه ما يصل إلى خمس سنوات في السجن، وفقا لقانون أقرّته روسيا في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في نهاية شباط 2022، وهو نص قمعي زاد تشددّا مؤخرا.
وتجري الجلسة، المخصصة بشكل أساسي لعرض التهم وفقًا للقاضي نيكولاي تارانينكو، في غرفة صغيرة في محكمة أوكتيابرسكي في إيكاتيرينبورغ، حيث يجلس المتهم ومحاموه والمدعون العامون حول طاولة واحدة، وهو أمر نادر الحدوث في المحاكم الروسية.
وحضر بعض الصحافيين والداعمين لرويزمان الجلسة.
ورويزمان معروف بتصريحاته اللاذعة ونشر الكثير من الشتائم مستهزئا بالمسؤولين، ما أسعد مؤيديه.
وتشن السلطات حملة على المعارضة في وقت تواصل موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وجميع المعارضين البارزين إما في السجن أو في المنفى.
- "لست خائفا" -
ويُعدّ روزيمان، الذي كان بين 2013 و2018 رئيس بلدية إيكاتيرينبورغ التي يسكنها 1,5 مليون شخص، أحد آخر المعارضين الروس الذين بقوا في روسيا ونجوا حتى الآن من عقوبة شديدة.
بعد اتهامه بـ"تشويه سمعة" الجيش الروسي في آب الماضي، لم يدخل السجن إنما مُنع من استخدام الإنترنت وإجراء المقابلات.
أمّا المعارضين الآخرين من حوله، مثل أليكسي نافالني وإيليا ياشين وفلاديمير كارا-مورزا، فأُدخلوا السجن.
في تموز الماضي، قال رويزمان لوكالة فرانس برس "أعرف أنهم قد يعتقلونني (...) ليس لدي أوهام ولست خائفًا".
في إيكاتيرينبورغ، ما زال رويزمان يتمتع بشعبية كبيرة حَمَته لبعض الوقت، بحسب محللين، من غضب الكرملين.
وهو مخلص لخطه المستقل ولم ينضم إلى أي حزب أو حركة معارضة، لكنه يدعم رغم ذلك المعارض أليكسي نافالني الذي سُجن بعدما نجا من عملية تسميم نسبها إلى السلطات الروسية.
كذلك، يمضي المعارض إيليا ياشين حكما بالسجن لثماني سنوات ونصف السنة منذ إدانته في كانون الأول بسبب انتقاده غزو أوكرانيا.
وقضت محكمة في موسكو الأسبوع الماضي بسجن المعارض فلاديمير كارا-مورزا 25 عاماً بعد إدانته بتهم عدّة من بينها "الخيانة العظمى". ولم يسبق أن حكم على معارض بمدة طويلة كهذه في تاريخ روسيا الحديث.