قدم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل مسودة تسوية في شأن البرنامج النووي الإيراني ودعا الأطراف المشاركة في محادثات فيينا إلى قبولها لتجنب "أزمة خطيرة".
وكتب بوريل في مقال نشرته صحيفة "الفايننشل تايمس"، أن النص "ليس اتفاقا مثاليا"، لكنه "يمثل أفضل اتفاق أعتبره ممكناً، بصفتي وسيطا في المفاوضات".
وأشار إلى أن الحل المقترح "يتناول كل العناصر الأساسية ويتضمن تسويات استحصلت عليها جميع الأطراف بصعوبة".
وحذّر من أنه في حالة الرفض "فنحن نجازف بحدوث أزمة نووية خطيرة".
من جانبه، كتب المفاوض الإيراني علي باقري أمس، على تويتر "المنسق (جوزيب بوريل) شارك أفكاره في شأن إتمام المفاوضات. نحن أيضاً لدينا أفكارنا الخاصة، سواء من حيث الجوهر أو الشكل، لإتمام المفاوضات".
وأتاح الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران وست دول (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا)، رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
الا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه في 2018، معيداً فرض عقوبات قاسية، مما دفع إيران بعد نحو عام لبدء التراجع تدريجاً عن غالبية التزاماتها النووية الأساسية.
وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في نيسان 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.
وعلى رغم تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، علّقت المباحثات في آذار الماضي مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتم المعنيون من ردم الهوة في شأنها بعد.
وزار بوريل طهران في 25 حزيران للقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وأعلن المسؤولان وقتذاك المحادثات "في الأيام المقبلة" في فيينا.
ويتناول الحل الوسط الذي قدمه بوريل "بالتفصيل" رفع العقوبات المفروضة على إيران والتدابير النووية اللازمة لإحياء الاتفاق النووي الذي يعرف أيضاً بخطة العمل الشاملة المشتركة.