أعرب أهالي ركاب الغواصة الخمسة التي فقدت قرب حطام سفينة تايتانيك التي غرقت قبل 111 عاماً في شمال الأطلسي، عن حزنهم الشديد لخسارة أحبائهم الجمعة بعدما قضوا في كارثة المركبة السياحية العلمية الصغيرة وفق إعلان الشركة المشغلة.
وأعرب أقارب رجل الأعمال الباكستاني-البريطاني وابنه الذي قضى مع الركاب الثلاثة الآخرين في الانفجار الداخلي للغواصة عن "حزنهم العميق" برحيلهما.
وينتمي شاه زاده داود (48 عاما) وابنه سليمان (19 عاما) إلى عائلة أسست واحدة من أكثر الإمبراطوريات الصناعية ازدهاراً في باكستان.
ومن الأسر المنكوبة الأخرى عائلة رجل الأعمال البريطاني هايميش هاردينغ الناشط في مجال الطيران (58 عاماً)، وقد أشادت به في بيان قائلة إنه "مستكشف شغوف" و"زوج محب وأب كرس حياته لابنيه".
مؤتمر صحافي خلال عمليات البحث.
وتابعت: "ما حققه في حياته كان متميزا وإذا كنا سنواسي أنفسنا قليلا (...) نقول إننا فقدناه وهو يفعل ما يحبه".
وكان خفر السواحل الأميركيون والشركة المنظمة للرحلة أعلنا أمس أن ركاب الغواصة الذين فقدوا منذ الأحد قضوا في "انفجار داخلي كارثي" للغواصة بسبب الضغط على الأرجح.
وقالت شركة "أوشنغيت" في بيان "نعتقد الآن أن رئيسنا ستوكتون راش وشاه زاده داود وابنه سليمان وهايميش هاردينغ وبول-هنري نارجوليه ماتوا للأسف".
من جهته، أعلن الأدميرال في خفر السواحل الأميركيين جون موغير في مؤتمر صحافي في بوسطن أن "حقل الحطام" الذي عثرت عليه روبوتات البحث قرب الحطام الأسطوري على عمق حوالى أربعة آلاف متر "يتوافق مع انفجار داخلي كارثي" للغواصة.
وأشار الأدميرال إلى أن "خسارة كارثية" للضغط هي أصل الحادث.
ومساء الخميس، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن البحرية الأميركية اكتشفت الأحد، بعد فترة وجيزة من فقدان الاتصال بالغواصة، إشارة تدل على انفجار محتمل للمركبة.
وبالإضافة إلى داود وابنه، كان يشارك في الرحلة رئيس الشركة المشغلة "أوشنغيت" ستوكون راش ورحل الأعمال البريطاني هايميش هاردينغ والغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول-هنري نارجوليه البالغ 77 عاما والمتخصص بحطام تايتانيك.
الغواصة "تيتان"
"مستكشفون حقيقيون"
وقالت "أوشنغيت"، "كان هؤلاء الرجال مستكشفين حقيقيين يتشاركون روح المغامرة وشغفا عميقا لاستكشاف محيطات الكوكب وحمايتها"، مضيفة أنها "حزينة على الخسائر البشرية".
بدوره، قدّم موغير "تعازيه" لأسر المفقودين.
في لندن التي فقدت ثلاثة مواطنين، أشار وزير الخارجية جيمس كليفرلي على تويتر إلى أنها "أخبار مأسوية"، معرباً عن "دعم" حكومته و"تعازيها" للأسر.
واستخدم الجيشان الأميركي والكندي خصوصا، وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات سي-130 وبي-8 وسفن مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة بولار برينس التي انطلقت منها الغواصة "تايتن".
وامتدت منطقة البحث على سطح المياه على مسافة 20 ألف كيلومتر مربع.
كذلك، وصلت صباح الخميس سفينة البحث الفرنسية "أتلانت" المجهزة بروبوت فيكتور 6000 القادر على الغوص حتى حطام تايتانيك، على ما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار "أنفريمير" التابعة له.
إهمال محتمل
وبدأت الغواصة السياحية التي يبلغ طولها حوالى 6,5 أمتار رحلتها الأحد وكان يفترض أن تطفو على السطح بعد سبع ساعات، لكن الاتصال فُقد بعد أقل من ساعتين من إبحارها، وهي تتمتع نظريا بقدرة على الغوص لمدة 96 ساعة.
وكان إعلان سماع صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية الأربعاء أثار الآمال بإنقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أسطول متعدد الجنسيات من عناصر وآليات الإنقاذ إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.
منذ بدء عمليات البحث الأحد، كشفت تفاصيل تدين شركة "أوشنغيت" مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية.
وظهرت شكوى رفعت العام 2018 واطلعت عليها وكالة "فرانس برس" جاء فيها أن مديرا سابقا في الشركة المنظمة للرحلة ديفيد لوكريدج صُرف من عمله لأنه شكك بسلامة الغواصة.
وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس أربعة آلاف متر.
ودفع كل واحد من الركاب مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة "تايتانيك" التي غرقت في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين.
وغرقت سفينة "تاتانيك" في رحلتها الأولى في نيسان 1912 بعدما اصطدمت بجبل جليد ما أدى إلى غرق 1500 من ركابها وأفراد طاقمها. وعثر على حطامها في 1985 على مسافة 650 كيلومترا من السواحل الكندية في المياه الدولية للمحيط الأطلسي. ويستقطب الحطام منذ ذلك الحين صائدي كنوز وسياح.