تابعت دول العالم بقلق وترقّب السبت مجرى الأحداث في روسيا، في أعقاب التمرّد المسلّح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضدّ القيادة العسكرية للبلاد، في ما يشكّل أبرز تحدٍّ داخلي يواجهه الرئيس فلاديمير بوتين في خضم حرب أوكرانيا.
في تقييم استخباري، رأت وزارة الدفاع البريطانية أنّ التمرّد يُعدّ "أهم تحدٍّ للدولة الروسية في الزمن الحديث"، مضيفة: "خلال الساعات المقبلة، سيكون ولاء القوات الأمنية الروسية، خصوصاً الحرس الوطني الروسي، محوريّاً في مسار الأزمة".
من جانبه، استبعد "معهد دراسة الحرب" في واشنطن نجاح التمرّد المسلّح، لكنّه رأى أنّ "هجوماً مسلّحاً من فاغنر على القيادة العسكرية الروسية في مدينة روستوف-نا-دونو ستكون له تداعيات مهمة على الجهد الحربي الروسي في أوكرانيا".
في الآتي، عرض لأبرز مواقف دول وحكومات في شأن التمرّد الذي اعتبره بوتين "طعنة في الظهر" و"خيانة":
أوكرانيا
اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنّ تمرّد مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها. وكتب على وسائل التواصل: "ضعف روسيا واضح. ضعف واسع النطاق. وكلّما أبقت روسيا قواتها ومرتزقتها على أرضنا، واجهت مزيداً من الفوضى والألم والمشكلات لاحقاً".
واعتبر أنّ روسيا "اختارت الدعاية لإخفاء ضعفها وحماقة حكومتها، والآن بلغت الفوضى حدّاً لم يعد بإمكان أحد الكذب في شأنها".
من جهتها، رأت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار أنّ التمرد "فرصة" لبلادها. وكتبت عبر تلغرام: "يقاتلوننا لكنّهم يدمّرون أنفسهم. ما معنى ذلك بالنسبة لنا؟ فرصة"، مؤكّدة أنّ أوكرانيا تُواصل عملها حتى تحقيق "النصر".
الولايات المتحدة
أكّد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أنّ واشنطن ستُبقي على "تنسيق وثيق" مع حلفائها في شأن الأحداث في روسيا.
وأوضح: "تحدّثت اليوم إلى وزراء خارجية دول مجموعة السبع ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي للبحث في الوضع الراهن في روسيا. الولايات المتحدة ستبقى على تنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء مع تطور الوضع".
بدوره، شدّد المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر على أنّ الأوضاع المستجدّة "لا تُغيّر شيئاً" بالنسبة إلى الدعم الذي توفره واشنطن وحلفاؤها لأوكرانيا.
وكان متحدث باسم الرئاسة الأميركية قد أكّد في وقت سابق أنّ البيت الأبيض يراقب الوضع في روسيا، مشيراً إلى أنّ الرئيس جو بايدن أطلِع على ما يجري.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج: "نراقب الوضع وسنتحدث مع حلفائنا وشركائنا" في شأن التطورات.
الأطلسي
اكتفت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي بالتأكيد أنّ التحالف "يراقب الوضع".
أوروبا
• أكّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ التكتل القاري "يراقب من كثب الوضع في روسيا. على تواصل مع القادة الأوروبيين والشركاء في مجموعة السبع". وقال: "واضح أنّ هذا شأن داخلي روسي"، مشدّداً على أنّ دعم دول الاتحاد لأوكرانيا "لا يتزعزع".
• أوضح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل أنّه "على تواصل دائم مع سفيرنا في موسكو ونواصل مشاوراتنا الداخلية مع الدول الأعضاء".
• أكّد قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع الأوضاع من كثب، مضيفاً: "نواصل التركيز على دعمنا أوكرانيا".
(أ ف ب)
• تتابع الحكومة الألمانية "من كثب الأوضاع في روسيا"، وفق ما أكّد متحدث باسمها لوكالة "فرانس برس". ونصحت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها بتفادي وسط موسكو والمباني الحكومية والمقار العسكرية في العاصمة.
• رأت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أن ما يجري "يُظهر كيف أن الاعتداء على أوكرانيا يتسبب بعدم استقرار في روسيا أيضاً".
• حضّ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك "جميع الأطراف على تحمّل مسؤولياتهم لحماية المدنيّين". وأضاف أنّه على تواصل مع قادة الدول الحليفة "في ضوء تطوّر الوضع. سأتحدث إلى بعضهم (...) الأهم بالنسبة إلينا هو أن يتصرف جميع الأطراف بمسؤولية".
• في المقابل، لجأ مسؤولون في الجمهورية التشيكية إلى السخرية للتعليق على الأحداث. وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي: "أرى أنّ إجازتي الصيفية في القرم تقترب"، في إشارة إلى شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.
• قالت وزيرة الدفاع التشيكية يانا سيرنوشوفا: "وأخيراً بتنا ندرك ما تعنيه روسيا بعملية عسكرية خاصة"، في إشارة إلى التسمية التي أطلقها بوتين على دخول قواته إلى أوكرانيا. وأضافت: "بعد 16 شهراً من الحرب على أوكرانيا، روسيا تشنّ حرباً على روسيا. لم نُفاجأ. هذا تقليد هناك. الحروب الفاشلة تنتهي بإعدام القيصر، بفوضى وحرب أهلية بإشراف المتلصصين. تهانينا".
• اعتبرت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر أنّ الوضع في روسيا "خطر" وقيد المتابعة "لتبيان ما سيكون أثره على النزاع" في أوكرانيا.
• حذّر المستشار النمسوي كارل نيهامر فقد حذّر من مخاطر "الأسلحة البيولوجية، الكيماوية، والنووية"، في حال غرقت روسيا في فوضى شاملة.
• أكّد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أنّ "الحكومة تتابع من كثب الوضع في روسيا. الوضع خطر".
• أعلنت وزيرة الخارجية النروجية أنيكن هويتفيلدت أنّ بلادها تتابع "من قرب الوضع الدراماتيكي في روسيا وهي على تواصل وثيق مع السفارة في موسكو". ونصحت الخارجية رعاياها بعدم السفر إلى روسيا، كما فعلت بلغاريا.
• دعت الخارجية الدنماركية رعاياها في روسيا إلى "البقاء في الداخل (منازلهم)، الصبر، والاطلاع على ما يجري" من وسائل الإعلام الروسية.
مجموعة السبع
أعلن بوريل أنّ وزراء خارجية دول مجموعة السبع "تبادلوا وجهات النظر" في شأن الأحداث في روسيا، في أعقاب التمرّد المسلح.
وكتب على تويتر: "أجريت اتصالاً مع وزراء خارجية مجموعة السبع لتبادل وجهات النظر في شأن الوضع في روسيا. عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين، أُنسّق داخل الاتحاد الأوروبي وقد فعّلتُ مركز الاستجابة للأزمات".
وأكدت ألمانيا أن وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك "بحثت في الوضع" مع نظرائها في مجموعة السبع التي تضمّ أيضاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا. ولم يقدّم الجانبان تفاصيل إضافية.
تركيا
دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اتصال مع نظيره فلاديمير بوتين السبت إلى تحكيم المنطق في روسيا، مبدياً استعداده للعمل على إيجاد "حلٍّ سلمي" للأزمة.
وأورد بيان للرئاسة التركية أنّ إردوغان "شدّد على أهمية التصرف من خلال تحكيم المنطق"، وأنه "قال إننا، في تركيا، على استعداد لتأدية دورنا لإيجاد حلّ سلمي للأحداث في روسيا في أسرع وقت".
(أ ف ب)
أعلن الكرملين في وقت سابق أنّ بوتين تلقّى من إردوغان "دعمه الكامل" في مواجهة التمرد. وأكّد في بيان أنّ بوتين أطلع إردوغان على "الوضع في البلاد المرتبط بمحاولة التمرد المسلّح"، مشيراً الى أنّ الرئيس التركي الذي واجه محاولة انقلاب عام 2016، أعرب عن "دعمه الكامل لكلّ الإجراءات المتّخذة" من نظيره.
بيلاروس
اعتبرت بيلاروس، الجارة الحليفة لروسيا، أنّ التمرد "هدية" للغرب، محذّرة من أنّه قد يتحول "كارثة".
ونقلت الخارجية عن بيان لمجلس الأمن القومي: "أيّ تحريض، أيّ نزاع داخلي في الدوائر العسكرية أو السياسية، في مجال المعلومات أو المجتمع المدني، هو هدية إلى الغرب مجتمعاً".
لاتفيا وإستونيا
أعلن رئيس لاتفيا المنتخب إدغارس رينكيفيكس أنّ بلاده عزّزت أمن حدودها إثر التمرّد في روسيا ولن تسمح بدخول المواطنين الروس إلى أراضيها.
وكتب في تغريدة: "تتابع لاتفيا من كثب مستجدات الوضع في روسيا. عزّزنا الأمن عند الحدود ولن نصدر تأشيرات أو نسمح بدخول مواطنين روس يغادرون روسيا بسبب الأحداث الراهنة".
وكانت لاتفيا أوقفت اعتباراً من العام الماضي منح الروس تأشيرات دخول إلى أراضيها، إلّا أنّها كانت تسمح باستثناءات لغايات إنسانية.
كذلك، أعلنت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس تعزيز "أمن الحدود"، داعية رعاياها إلى "عدم السفر الى أي مكان" في روسيا.
قطر
أعلنت وزارة الخارجية أن قطر تتابع "بقلق بالغ تطورات الأوضاع" في روسيا، داعية إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات".
وحذّرت من أنّ "تفاقم الأوضاع في روسيا وأوكرانيا ستكون له تبعات سلبية على الأمن والسلم الدوليين، وعلى إمدادات الغذاء والطاقة التي تأثرت أساساً بالأزمة الروسية الأوكرانية".
الإمارات
اعتبر مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أنّه "في ظلّ التطورات الخطيرة التي تشهدها روسيا، أصبحت الحاجة إلى حلّ سياسي يُعالج الأزمة الأوكرانية وتداعياتها أكثر إلحاحاً لتجنيب العالم المزيد من الاحتقان".
ورأى أنّ "الحلول السياسية لم تعُد خياراً بل ضرورة لتفادي الصراعات وانعكاساتها السلبية على مسارات الاستقرار والتنمية في العالم".
إسرائيل
نصح وزير الخارجيّة الإسرائيلي إيلي كوهين مواطنينه بتجنّب السفر إلى روسيا، قائلاً: "نحن نستعدّ لأيّ سيناريو".